للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

توفي يوم الثلاثاء ثالث عشر جمادى الآخرة، سنة ست وخمسين وخمس مئة، ودفن بكرةَ الأربعاء قريبًا من بِشْر الحافي. انتهى.

وذكره ابن العماد (١) وقال: ولد سنة ثمانين وأربع مئة، وسمع الحديث من أبي الحسن بن العلَّاف، وأبي عثمان بن مَلة، وأبي الخطَّاب، وبرع في المذهب والخلاف والفرائض، وأفتى وناظر، وكانت له مدرسة بناها بباب الأَزَج، وكان يدرِّس ويقيم بها، وفي آخر عمره فوضت إليه المدرسة التي بناها ابن الشمحل بالمأمونية، ودرَّس بها أيضًا، وقرأ عليه العلم خلقٌ كثيرٌ، وانتفعوا به، منهم ابن الجوزي وقال: قرأت عليه القرآن، والمَذْهب، والفرائض.

وممن قرأ عليه السَّامَرِّيُّ صاحب "المستوعب"، ونقل عنه في تصانيفه، قال ابن الجوزي: وكان زاهدًا عابدًا، كثير الصوم، ويضرب به المثل في الحلم والتواضع، من العلماء العاملين، مُؤْثِرًا للخمول، ما رأينا له نظيرًا في ذلك، يقوم الليل، ويصوم النهار، ويعرف المذهب والمناظرة، وله الورع العظيم، وكان يتكسَّب بيده، وإذا خاط ثوبًا فأُعطي الأجرة مثلًا قيراطًا أخَذَ منه حبةً ونصفًا ورد الباقي وقال: خياطتي لا تساوي أكثر من هذه، ولا يقبل من أحد شيئًا.

وقال ابن رجب: صنَّف تصانيف في المذهب والفرائض، وحدَّث، وسمع منه جماعة منهم ابن الجوزي، وعمر بن علي القرشي الدمشقي. توفي يوم الثلاثاء ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وخمس مئة. انتهى.

وله تصانيف ذكر ابن رجب (٢) منها: "شرح الهداية" كتب منه تسع مجلدات ولم يكمله، وذكر له نظمًا حسنًا وذكر أنه تفقَّه على أبي سعد بن حمزة صاحب أبي الخطاب، لا على أبي الخطاب كما وقع في ترجمته لبعضهم.

٨٨٤ - (ت ٥٥٦ هـ): عبد الوهَّاب بن محمد بن الحسين الصَّابوني، أبو


(١) شذرات الذهب: ٤/ ١٧٦.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة: ١/ ٢٣٩.