للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المذكور في جميع دروسِهِ رفيقًا في المطالعة لابنه الشَّيخ عبد الوَهَّاب، وحجَّ وزارَ فاستجاز علماء الحرمين فأجازوه، وأجازه شيخُه ومشايخُ الأَحْسَاء وغيرُهم بإجازاتٍ بليغَةٍ ثمَّ لمَّا تَحوَّلَ شيخُه إلى البَصْرَة تحوَّل معه ولم يفارقه حتى ماتَ فسكن بلدَ الزبير، ثم طلبه شيخُ المنتفق لقضاء بلد سوق الشيوخ وخطابتها فامتنع فطلب ولده الشَّيخ عبد اللطيف فامتنع كما سبق في ترجمته ثم أجاب فوافق وارتحل إليها بأهله وأولاده، وجلسَ فيها للتدريسِ، وانتفَعَ به خلقٌ في المذهب وخصوصًا الفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة، والخطأَيْن، والهيئة، والهندسة، فقد تميز أهلُ تلك البلد في هذه الفنون ببركته، وكانَ تقيًا نقيًا، ورِعًا صالحًا، عابدًا دائمَ المطالعة، سديدَ المباحثة والمراجعة، مكبًا على الاشتغال بالعلم، والانهماك فيه منذ نشأ إلى أنْ ماتَ، ليِّنَ الجانب، حسنَ العشرة، دمثَ الأخلاق، كريمَ السجايا، متعفِّفًا، قانعًا، ملازمًا للتدريس، مرغِّبًا في العلم، معينًا عليه، حسنَ الخطِّ، جيِّد الضبط، كتب شيئًا كثيرًا جدًا، وألَّف تآليفَ مفيدةً منها "الشرح الكبير للبرهانية" في الفرائض، حَقَّقَ فيه، ودَقَّقَ، ومنها "الشرح الصغير عليها" أيضًا، ومنها "مختصر صَيْد الخاطر"، ومنها: "مختصر شرحِ عقيدةِ السفاريني"، ومنها "مختصر مجموع المنقور"، و"مختصر تلبيس إبليس"، و"مختصر عقود الدُّرر واللآلي في وظائفِ الشهور والأيام والليالي" لابن الرَّسَّام، و"شرح أبيات الياسميني"، وغير ذلك، ورأيت نسبَة كتابٍ له في مناقب بني تميم وغير ذلك، وكانت تَرِدُ عليه الأسئلة من أفاضل كل قطر نظمًا ونثرًا، فيجيب عنها كذلك، وأصيب ببصره في آخر عُمُرِهِ، وتوفي يوم الجمعة ثاني عَشَر رمضان سَنَة ستٍّ وأربعين ومئتين وألف بسوق الشُّيوخ. انتهى.

٢٨١٢ - (ت ١٢٤٧ هـ): محمدٌ بنُ حَمد بنِ لُعْبُون المُدْلِجِي الوائلي النجديُّ، الحنبليُّ.

ذكره الزِّرِكْلِي (١) وقال: هو من كبار شعراءِ الزَّجَل، ومن المشتغلين بالتاريخ، ولد في بلد حرمة من نجد، ورحل إلى الزُّبَيْر في العِرَاق فاشتهر


(١) الإعلام: ٦/ ١٠٩.