للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال الذَّهَبِيُّ: كان فقيهًا، عارفًا بالمذهب، فصيحًا، صادقَ اللَّهْجَةِ، يَرُدُّ على الطَلَبَةِ مع الوَرَعِ والتقوى والسكينة والجلالة زاهدًا، صالحًا خَيِّرًا عدلًا مأمونًا، وسألتُ المِزِّيَّ عنه فقال: أحدُ المشايخ الأكابِر والأعيان الأماثل من بيت العلم والحديث، ولا نعلم أحدًا حَصَلَ له من الحُظْوَةِ في الروايَّة في هذه الأزمان مثلَ ما حَصَل له.

قال شيخُنا ابنُ تَيْمِيَّة: ينشرحُ صدري إذا أدخلتُ ابنَ البُخاري بيني وبينَ النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث.

قال الذَّهبيُّ: وهو آخرُ مَنْ كان في الدنيا بينَه وبينَ النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمانيةُ رجالٍ ثقاتٍ.

وقال ابنُ رجب: حَدَّثَ ببلادٍ كثيرةٍ بدمشقَ، ومِصرَ، وبغدادَ، والمَوْصِلِ، وتدمرَ، والرحبة، والحديثة، وزرع، وتكاثرت عليه الطَّلَبَة من نحو الخمسين والستِّ مئة، وازدحموا عليه بعد الثمانين، وروى عنه من الحفاظ مَنْ لا يُحْصَى. انتهى.

وقد ذكره ابن رجب (١) بترجمةٍ أطْنَبَ فيها جدًا واستوعب ترجمتَه مِن جميع نواحيها رحمه الله تعالى.

وله كتاب "أسنى المقاصِدِ وأعذبُ الموارِد" في تراجم شيوخهِ، ذكره في "مُعجم المؤلفين" (٢).

١٣٢٢ - (ت ٦٩٠ هـ): محمدٌ بنُ عبد المؤمن بنِ أبي الفتح الصُّورِيُّ، الصَّالحي، الحنبلي، شمس الدين أبو عبد الله.

قال الذَّهبيُّ (٣): ولد سنة إحدى وست مئة، وسمع من الكِنْدِي، وابن الحَرَسْتَاني، وطائفة، وببغداد من أبي علي بن الجَوَالِيْقِي، وجماعة، وأجاز له


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٣٢٥ - ٣٢٩.
(٢) معجم المؤلفين: ٧/ ١٩.
(٣) العبر: ٥/ ٣٧٠.