للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

علي العطار، وسمع منه المُنْذِرِيُّ وابنُ جماعة، والحارثي، والمِزِّيُّ، والحَلَبي، والبِرْزَالِي، والشيخ تقيُّ الدين بنُ تَيْمِيَّة، والأُرْمَوِي، وابنُ مختار، وعبد العزيز البغدادي، وشافع بن محمد، وعبد الأحد بن سعد الله الحراني، وابن عبد الحق، وعبد الكريم الحلبي، وأحمد بن يعقوب الصَّابُوني، وولداه، وقاضي القضاة محمد بن سليمان بن حمزة، ومحمد بن النقيب وغيرهم.

وذكره ابنُ الفرضي في معجمه وقال: كان شيخًا، عالمًا، فقيهًا، زاهدًا، عابدًا، مسندًا، مكثرًا، وقورًا، صبورًا على قراءة الحديث، مكرمًا للطلبة، ملازِمًا لبيته، مواظبًا على العبادة، وكان من بيت العلم والحديث والرواية والتحديث، وكان مسندَ عصرِه ورِحْلَةَ الدنيا في زمانِه، ألْحَقَ الأصاغر بالأكابر، والأحفاد بالأجداد، حَدَّثَ نحوًا من ستينَ سنة، وتفردَ بالرِّوايَّة عن شيوخٍ كثيرةٍ سماعًا وإجازةً. انتهى.

وخَرَّجَ له الحافظُ أحمد بنُ محمد الظاهري معجمًا، وحَدَّثَ به مرارًا، وحفظ "المقنع" وعَرَضَهُ على مؤلفه الموفق سنة ستَّ عشرة وست مئة، وتفقه واشتغل وكان فاضلًا، صالحًا، كاملَ العقل، متينَ الديانة، مُكرمًا لأهل الحديث، يحفظ من الأحاديث، والنوادر، والمُلَح، والظرَفِ، وتَفَرَّدَ بأكثَرِ مسموعاتِه، وإجازاته، وهو آخر مَنْ حَدَّثَ عن ابن طَبَرْزَد بالسَّماع، وتوفي يوم الأربعاء ثاني شهر ربيع الآخر سنة تسعين وست مئة بجبل قاسِيون، ودفن من يومه بسفحه بظاهر دمشق عند قبر والده انتهى المراد منه.

وذكره ابن العماد (١) بترجمة طويلةٍ قال فيها: تفقه على الشيخ الموفق، وقرأ عليه "المقنع" وأذن له في إقرائه وصار محدثَ الإِسلام وراويَتَه. وذكره ابن الحاجب عمر في معجمه وقال: تَفَقَّه على والده، والشيخ الموفق، وهو فاضلٌ، كريمُ النفس، كَيِّسُ الأخلاق، حسنُ الوَجْهِ، قاضٍ للحاجة، كثيرُ التعصب للحق، محمودُ السِّيْرَة. سألتُ عَمَّهُ الشيخَ الضِّياءَ عَنْهُ فأثنى عليه، وَوَصَفَهُ بالفعل الجميل، والمروءةِ التامةِ.


(١) شذرات الذهب: ٥/ ٤١٤.