للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واللغة، ويقال: إنه كان يحفظُ "صِحَاح" الجَوْهَرِيّ بكمالها، وكان يتوقَّد ذكاءً. ويقال: إن مدائحه في النبي - صلى الله عليه وسلم -، تبلغ عشرين مجلدًا. وكان صالحًا، قدوة، كثيرَ التِّلاوة، عظيم الاجتهاد، صَبورًا قنوعًا، مُحبًّا، لطريقة الفقراء، ومخالطتهم، وكان يحضر معهم السَّماع، ويرقص في ذلك. وكان شديدًا في السُّنَّة، مُنحرفًا على المخالفين لها، وشِعرُه مملوء بذكر السُّنَّة وأصولها. وسمع منه الحافظ الدِّمياطي، وحدَّث عنه، وذكره في معجمه. ولمَّا دخل التتار بغداد، كان الشيخ بها، فلمَّا دخلوا عليه قاتلَهم، وقتلَ منهم بعُكَّازه نحو اثني عشر نفسًا، ثم قتلوه شهيدًا، برباط الشَّيخ علي الخبَّاز، وحُمل إلى صَرْصَرْ، فدفن به، سنة ست وخمسين وست مئة، والصَّرصَرِيّ: نسبةً إلى صَرْصَر، بفتح الصَّادَين المُهمَلَتين، قرية على فَرسَخَيْن من بغداد. انتهى.

وذكره ابنُ رجب (١) بأبسط مما هنا.

وله تصانيف، ذكر ابنُ العماد، وابنُ رجب منها: في الفقه "نظم مختصر الخِرَقي"، و"زوائد الكافي"، و"قصيدة طويلة في السنة"، و"ديوان شعره"، و"نظم في العربية"، و"نظم في فنون شتّى". وله غير ما ذكراه، تصانيف كثيرة، منها: كتاب "الدرة اليتيمة والمحجة المستقيمة"، و"الرَّوضة الناظرة في أخلاق المُصطفى البَاهِرَة"، و"الشَّارِحة في تجويد الفاتِحة"، و"المُنتقى من مدائح الرسول - صلى الله عليه وسلم -"، و"القصائد في المدائح النَّبوية"، وغيرها.

١٢٣٤ - (ت ٦٥٦ هـ): عليُّ بن سُليمان بن أبي العزّ، الخبّاز، الحنبلي.

ذكره ابنُ رجب (٢)، وقال: كان زاهدًا صالحًا، كبيرَ القدر، قدوةً، له أتباع ومُريدون. وله زاوية ببغداد، وأحوال وكرامات. قال الذَّهبي: كان شيخُنا الدباهي يصفهُ ويُعَظِّمُه، وكان قد سمع من الشَّيخ علي بن أبي بكر بن إدريس اليَعقُوبي الزَّاهد أيضًا، وحدَّث عنه. سمع منه الدِّمْياطي، وحدث عنه في معجمه، وقال: قُتل شهيدًا


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٢٦٢.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٢٦٣.