للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذكره ابن رجب (١) وقال: ولد سنة أربع وثلاثين وخمس مئة، وقرأ القرآن بالروايات العشرة، على أبي الحسن البَطَائِحي، وكانَ ربِيْبَهُ فأحسنَ تربيته، وأسمعه من الأُرْمَوي، وابن ناصر الحافظ، وأبي بكر بن الزَّاغُوني، وأبي العباس أحمد بن محمد بن المكي، وسعيد بن البنَّاء، وأبي الوقت، وأبي القاسم هبةِ الله بنِ الحاسب، وغيرهم، وصَحِبَ ابنَ ناصر الحافظَ وأخذَ عنه عِلْمَ الحديث، وأصول السُّنَّةِ، وقرأ الفرائض على ابن القابلة، وبَرَع فيها حتى صار فيها إمامًا متوحِّدًا، ثم انتقل إلى دمشق وسكنها إلى حين وفاته.

وَحَدَّثَ ببغدادَ، وحَرَّان، ودمشق، وقرأ عليه أبو عمر "صحيح البخاري"، روى عنه ابنُ خليلٍ الحافظُ. قرأتُ بخطِ ابن الحنبلي في حقه: المحدِّثُ، الحافظُ الفَرَضي، الزَّاهدُ، كان قَيِّمًا بمعرفة "صحيح البخاري" برجاله وألفاظه وغريبه وشرح معانيه، قرأتُه عليه، وسمع بقراءتي جماعةٌ كثيرةٌ، وكان قَيَّمًا بأصول السُّنَّة ومقالةِ أصحابِ الإِمامِ أحمد، وكان متعبدًا، معتزلًا عن الناس، حضر معي فتحَ بيتِ المَقْدِسِ، وقرأ عليه جماعةٌ من أولاد الدمشقيين الحسابَ، والفرائضَ، وكان لا يفارقني إلى أن حججت سنة تسعٍ وثمانين فرجعتُ من الحج فوجدته قد مات، ودُفِنَ في تُربة عمي عبد الحق بالجبل.

قال ابن رجب: قال المُنْذرِي: توفي في المحرم سنة تسع وثمانين وخمس مئة. وكذا ذكره الدُّبَيْثِي أنَّه بلغهم وفاتهُ، وذكر ابنُ القطيعي أنَّه بلغهم ببغدادَ وفاتُه في ربيع الأول سنة تسع وثمانين وخمس مئة انتهى المراد منه.

٩٦٨ - (ت ٥٨٩ هـ): بدل بن أبي طاهر بن شيردشهر بن حاكاه بن عبد الله بن محمد الجِيْلي الفقيه الحنبلي المقرئ أبو محمد نزيل بغداد.

وذكره ابن رجب (٢) وقال: قرأ القرآن بالروايات على أبي العلاء الهَمَذَاني،


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ١/ ٣٧٨.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة: ١/ ٣٨٠.