في الجنة وكذلك أصحابه التسعة. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أهل الجنة عشرون ومئة صف، ثمانون منها أمتي". فإذا لم يكن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم فمن يكون؟!.
وقال أيضًا: إذا رأيت رجلًا يذكر أحدًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسوء فاتهمه على الإِسلام.
وقال أيضًا: لما مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدَّم أبا بكر ليصلي بالناس وقد كان في القوم من هو أقرأ منه، وإنما أراد الخلافة.
وقال أيضًا: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، نقدم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لم يختلفوا في ذلك، ثم بعد هؤلاء الثلاثة أصحاب الشورى الخمسة: علي والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد، كلهم يصلح إمامًا، وكلهم يصلح للخلافة، نذهب في ذلك إلى حديث ابن عمر: كنا نعدُّ والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حيّ وأصحابه متوافرون: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان، ثم نسكت، ثم نعدُّ أصحاب الشورى، ثم أهل بدر من المهاجرين، ثم أهل بدر من الأنصار من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قدر الهجرة والسابقة أولًا فأولًا، ثم أفضل الناس بعد هؤلاء القرنُ الذي بُعث فيهم كل من صحبه: سنة أو شهرًا أو يومًا أو ساعة أو رآه، فهو من أصحابه، له من الصحبة على قدر ما صحبه، وكانت سابقته معه، وسمع منه ونظر إليه نظرة، فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه، ولو لقوا الله بجميع الأعمال كان هؤلاء الذين صحبوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمعوا منه أفضل لصحبتهم من أفضل التابعين ولو عملوا كل أعمال الخير، ومن انتقص أحدًا من الصحابة أو أبغضه لحدثٍ كان منه أو ذكر مساوئه كان مبتدعًا حتى يترحم عليهم جميعًا ويكون قلبه لهم سليمًا.
[مذهبه في تقديم عثمان على علي عليهما السلام]
سئل عمَّن قدَّمَ عليًّا على عثمان، أمبتدع هو؟ فقال: هذا أهل أن يبدّع، أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدموا عثمان رضي الله عنه.