السَّقَّا، والشَّيْخ مُصْطَفى المُبَلِّط، والشَّيْخ محمد البَنَّا مُفْتي الإسْكَنْدَريَّة، والشَّيْخ داوُد النَّقْشَبَنْديِّ البغداديِّ، والشَّيْخ جَمَال المَكِّيِّ، رئيس المُدَرِّسيْن في المَسْجد الحَرَام، والشَّيْخ أحمد محيي الدِّين الحُسَينيِّ، مُفْتي غَزَّة، وأخذ الطَّريقة القادِرِيَّة عن السَّيِّد محمد نُوري القَادِرِيِّ، ورَحَل إلى قُسْطَنْطِينِيَّة سنةَ ثَلاث وتِسْعِيْن ومئتين وأَلْف. ووُجِّه عَلَيْه تَدريْس أدرنة، وخُصِّصَ له رَاتِبٌ من الصَّرح السُّلْطانيِّ، وأَمَّ في مِحْرَاب الحَنَابِلة من الجَامِع الأُمَويِّ احتسابًا، وكان مَشْهورًا بالذَّكاء واللُّطْف التَّامِّ، مع الوَرَع الزَّائد، ولا سيَّما فيما يَتَعَلَّق بالطَّهارة، وكان له مُزَاحٌ ومُدَاعَبَةٌ، بحيث لا يَمَلُّ منه جَلِيْسُهُ، ولا يَعْدِلُ عَنْه صاحِبُه، وله شِعْر في غاية السَّلاسَة، ورُبَّما عَمِل القَصِيْدة المَوْزُونة، ولَمْ يَعْلم مِنْ أيِّ بَحْرٍ هي، وَوَقَع له مِحْنَةٌ بسَبَب كَسْر البَسِيْط معروفةٌ، وقد ألَّف رَسَائِل لَطِيفةً، واجتَمعَ عِنْده من الكُتُب ما لَمْ يجتمعِ عند غيره، وتُوُفِّي فَجْأةً ليلةَ إحدى عَشْرةَ مُحَرَّم، سنةَ خَمسٍ وتِسْعين ومئَتَين وأَلْف، عن تِسْع وثلاثين سَنَةً، ودُفِنَ في التُرْبة الذَّهبيَّة بِمَشْهدٍ حافلٍ، ولم يُعقِب ذَكَرًا. انْتَهى المُرَادُ من تَرْجَمةٍ حافلةٍ جِدًّا.
ذكره في "مُعْجم المؤلفين"(١) نقلًا عن "فهرسِ مَخْطُوطَات الظَّاهِرِيَّة" و"مُعْجمِ المَطْبُوعات" فقال: مُدَرِّسٌ بالمَدارس العَسْكريَّة المِصْرِيَّة، وكان حيًّا قَبْل سنة خمسٍ وتسعين ومئتَين وأَلْف. له كتابُ "يواقيت التَّصَانيف في الأبنية والتَّصَاريف" طبع ١٢٩٥، و"التُّحْفَة الفَريْدة في تَارِيْخ مِصْر الوَحِيدَة". انتهى.
٢٨٧٦ - (ت ١٢٩٧ هـ): الشَّيْخ حَمد بن عَلِي بن محمد بن عَتِيْقِ بن رَاشد بن حميضة، النَّجْديُّ، الحنبليُّ، القَاضِي.
ذكره الشَّيخ سُلَيْمان بن حَمْدان فيما رأيتُه بخَطِّه، وقال: هو العالِم المُحَقِّق، تَوَلَّى القضاء في بَلَد الخَرْج، ثم عُزِلَ عَن القَضَاء بسَبَب أنَّه كان لا يَقْضي بلُزُوم الرَّهْن إذا لم يكن مقبوضًا وكان عَمَلُ أهل البَلَد على مَا هُو جارٍ