٢٧٦٣ - (ت ١٢٠٧ هـ): عبد الكريم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن يوسف بن إبراهيم الحلبي الحِيْري المحتد والشهرة، الحنبلي.
ذكره الغزي (١) وقال: هو الشيخُ الفاضلُ البارعُ، الذَّكيُّ المتفوِّق، النِّحرير الهُمام، الأوحدُ، عزُّ الدِّين، ولد بحلب في ثالث ربيع الثاني، سنةَ ثلاثٍ وعشرين ومئة وألف، وقرأ القرآن العظيم على البَدْر حسن بن أحمد السَّرمِيْني الشَّافعي، وأخذ عنه شيئًا من الفقهِ والعربيةِ، ثم طلبَ العلمَ فقرأ بحلب على الشيخ علي بن الزَّمار، وعلى والدِهِ الشيخ محمد، وأخذَ بها عن الشَّريف مصطفى البكفالُوني، وعن قاسم بن أحمد البكرجي، وأجاز له بمَرْوِيَّاته، وعن الشَّريف يوسف أفندي الشَّامي نَقِيْب حلَب، وعن الشَّيخ طه الجَبْريني، والسيِّد عبد السلام الحريري، والشيخ علي بن مصطفى الدَّباغ المِيْقاتي مُسْند حَلَب، وأجاز له، ثم ارتحلَ إلى القاهرةِ سنةَ خمسين ومئة وألف، وأخَذَ بها عن جماعةٍ من صُدُور عُلمائها كالشِّهاب الملوي، والشِّهاب الجَوْهَري، والشِّهاب الدَّمَنْهُوري، والشَّمس الحفني وأخيه الجَمال يوسف، ثم رجع إلى بيتِ المَقْدِس، وهو فاضل، فأخذَ بها عن الأستاذ مصطفى ابن كمال الدِّين البَكْري، وأجازَ له، وكان والدُ صاحب التَّرجمةِ قَدِم إلى دمشق، سنة أربعين ومئة وألف، ومعه المترجَم، فاجتمع بالقُطب الشَّيخ عبد الغني النَّابُلُسي، وأخذ عنه، ثم قَدِم دمشق أيضًا، فأخذ عن الأستاذ الشَّيخ إسماعيل العَجْلوني، والشَّيخ موسى المَحاسِني، والشَّيخ محمود الكُرْدي، والشَّيخ علي الكزْبَري، واجتمع بالولي الشَّيخ أحمد النحلاوي وأخذ الطَّريقة بمصر عن الشَّيخ علي البَيُّومي، وألْبَسه الخِرْقَة، وأجازه، ثم دخلَ حلبَ مسقط رأسِهِ، ودرَّس بجامعها وبالمدرسة العلمية، ثم ذَهَب لدار السَّلْطَنَة العليَّة قُسْطَنْطِينيَّة، وتردَّد إليها مرارًا، وولي القضاءَ مرارًا في عدَّةِ بلاد من الرُّوم، وحُمِدت سيرتُه، ولازم محمد حَيَاتي زادَه مفتي التَّخت العُثماني، ثم صارَ له اعتبار الخارج من فيض الله أفندي داما زادَه مفتي التَّخت المَزْبُور، ولم يَزَل يتنقلُ بالاعتبارات، حتى وصَلَ إلى اعتبار