من قِبَله، وبقي في القضاء حتى تولَّى الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن على القَصِيْم، فأقرَّه على قضاء بُرَيْدَة، وكان يستنيبُ عنه في بعض الأوقات ابْنَيْهِ عبد الله وعمر في القضاء، وانتفع به خلقٌ كثيرٌ، فممن أخذ عنه وانتفع به ابناهُ عبدُ اللهِ وعمرُ، وصالح بن عثمان القاضي، وإبراهيمُ الصَّالحُ القاضي، وعبد الله بن بُليهد وعبد الله بن محمد بن مانع، ومحمد بن عبد العزيز بن مانع، وعبد الله بن محمد بن فدا، وعبد المحسِن أبا الخيل، ومحمد بن مُقْبِل، ورُمَيح بن سليمان آل رميح، وسُليمان بن عبد العزيز السُّحيمي، وصالح السَّالم، وغيرهم. وله أجوبة على مسائل كثيرة، وانتهت إليه بعد وفاة مشايخه رياسة العِلم في القَصيْم، وكان فيما بلغني يكرهُ كتابَة أجوبته على المسائل التي يُسْأل عنها تَورُّعًا، لئلا يُؤخذُ بها بعدَهُ، توفي سنةَ خمس أو ستٍ وعشرين وثلاث مئة وألف فيما ذكر لي الشيخُ عبد الله بن بليهد، ورَثاه تلميذُه صالح بن سالم. انتهى.
قلت: قد وَجَدْتُ في بعض الأوراق التي أرَّخ فيها جامِعُها وقائع نجد مُسلسلةً بدقَّةٍ واعتناء، أنه لما ذكر سنة أربع وعشرين وحوادثها قال: وفيها، أي في سنة أربع وعشرين وثلاث مئة وألف، خامس عشرَ القعدةَ، توفي الشيخُ محمد بن عبد الله آل سُلَيم، فرجحتُ تاريخ وفاته هنا.
٢٩١٤ - (ت ١٣٢٤ هـ): الشَّيخ صالح بن محمد الحجي النَّجديُّ، الحنبليُّ، أخو الشَّيخ عَوَض، المتقدم.
قال في "زهر الخمائل": قرأ القرآن بحائل على أخيه عَوَض، وأخذ القلمَ عن مشايخ، منهم الشَّيخ صالح السَّالم، وكان عالمًا دَيِّنًا، فصيحًا، له يدٌ طُولى بالعربية والفرائض، وله قصائد مليحة، تدلُّ على تَذَوُّقٍ للشعر ومعرفةٍ تامةٍ للعروض، كان شغُوفًا بجمع الكُتبِ، ابتُلي بخدمة الأمراء، فكان كاتبًا لعبد العزيز بن رشيد، حتى قُتِلَ معه في وقعةِ الصَّريف سنةَ أربع وعشرين وثلاث مئة وألف، وكان عضدًا ونَصيرًا لطَلبةِ العلم، فكم ردَّ عنهم من مكائد الأمراء ومشاكلهم ما سَيَجِدُهُ عند الله يوم القيامة، وقد رثاه الشيخ حمود الحسين بقصيدةٍ مطلعها: