وسئل أن يحدث فقال: إن سيدي أحمد بن حنبل أمرني أن لا أحدث إلا من كتاب.
وقال أيضًا: أحمد بن حنبل أفضل من سعيد بن جبير في زمانه؛ لأن له نظراء وإن أحمد ليس له نظير.
وقال أيضًا: ليس في أصحابنا أحفظ من أبي عبد الله، وبلغني أنه لا يحدث إلا من كتابه، ولنا فيه أسوة حسنة.
وقال أيضًا: لئن أسأل أحمد بن حنبل عن مسألة أحب إلي من أن أسأل أبا عاصم وعبد الله بن داود، ليس العلم بالسن.
وقال أيضًا: أبو عبد الله حجة الله على خلقه.
وقال أيضًا: أعز الله هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث أبو بكر الصديق يوم الردة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة.
وقال أيضًا: ما قام أحد بأمر الإِسلام ما قام أحمد بن حنبل، يعني بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قيل له: ولا أبو بكر الصديق. قال: ولا أبو بكر الصديق؛ لأن أبا بكر الصديق كان له أعوان وأصحاب، وأحمد بن حنبل لم يكن له أعوان ولا أصحاب.
أبو عبيد القاسم بن سلّام:
قال أبو عبيد: انتهى العلم إلى أربعة: أحمد بن حنبل وهو أفقههم، وابن أبي شيبة وهو أحفظهم له، وعلي بن المديني وهو أعلمهم به، ويحيى بن معين وهو أكتبهم له. وتناظر عنده رجلان فقال أحدهما: من قال بهذه المسألة؟ فقال الآخر: من ليس في شرق ولا غرب مثله. فقال: من هو؟ قال: أحمد بن حنبل. فقال: أبو عبيد - صدق - من ليس في شرق ولا غرب مثله، ما رأيت رجلًا أعلم بالسنة منه.
وقال أيضًا: ما هبتُ أحدًا من العلماء ما هبت أحمد بن حنبل.
[يحيى بن معين]
قال يحيى: ما رأيت أحدًا يحدث لله إلا ثلاثة: يعلى بن عبيد، والقعنبي، وأحمد بن حنبل.