للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال السخاوي في "الضوء" (١): ولد في صفر، سنة أربع وأربعين وسبع مئة بالرَّمْلة، وانتقل وهو صغير إلى مِصْر، فحفظ القرآن، و"المقنع"، وحضر دروس القاضي الموفق، ولازم ابن عمه القاضي الناصر نصر الله بن أحمد، وخدمه ثم أولاده، وسمع على العرضي، وأبي الحرم القَلانِسِي، والعز بن جماعة، والجمال بن نُبَاته، والمحب الخلاطي وآخرين، وأجاز له خلقٌ، واجتمع بابن شيخ الجبل حين قدم القَاهِرَة، وسمع كلامه، وحدَّث بالكثير بالقاهرة ومكة وغيرهما، وسمع منه خلقٌ كالشيخ ابن حَجَر، وابن موسى، والآبي، وتفرَّد بالدنيا بسماعه من العرضي، وناب في القضاء مدةً وصار عين النْواب وأكبرهم، وحجَّ وجاور، وكان شيخًا مفيدًا، حافظًا "للمقنع" مذاكرًا به. مات في شعبان، سنة إحدى وثلاثين وثمان مئة، وذكره المقريزي في "عقوده". انتهى.

٢١٣٥ - (ت ٨٣١ هـ): أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن تقي الدين سليمان بن حمزة، عماد الدين بن زين الدين بن ناصر الدين، المَقْدسي، الحنبلي، المعروف بابن زُريق.

قال السَّخاوي في "الضوء" (٢) ولد بعد السبعين وسبع مئة تقريبًا بصالحية دمشق، ونشأ بها، فحفظ القرآن وغيره، واشتغل قليلًا، وسمع على الصَّلاح ابن أبي عمر وغيره، وولي عدَّة مباشرات، وناب في الحكم عن ابن الحَبَّال فمن بعده، وحجَّ غير مرَّةٍ، وحدَّث، سمع منه الفضلاء. وذكره شيخنا ابن حَجَر في "معجمه" وقال: أجاز لنا سنة تسع وعشرين وثمان مئة. وقال ابن قاضي شهبة: كان يصوم الخميس والاثنين، ثم بلي، وولي نيابة القضاء عن العز البغدادي سنة ثلاثٍ وعشرين وثمان مئة، ثم عزله، ثم لما ولي الناصر الشهاب ابن الحَبَّال اسْتَنَابَهُ، واستمرَّ إلى أن عزل بمرسوم ورد من مِصْر، وعزل من جملة نوَّابه، وكان يلثغ بالراء، ويكتب كتابةً حسنةً بيده اليُسْرى، وكان خيِّرًا ديِّنًا، كثير التلاوة. مات في المحرم، سنة إحدى وثلاثين وثمان مئة بصالحية دمشق، ودفن


(١) الضوء اللامع: ٧/ ١٤.
(٢) الضوء اللامع: ١١/ ٤٤.