للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

انتهى.

وذكره السَّخَاوِي في "الضوء" وقال: إنه توفي سنة ثمان وعشرين وثمان مئة.

٢١٢٨ - (ت ٨٢٨ هـ): القاضي علاء الدين أبو الحسن علي بن محمود ابن أبي بكر بن مُغلِي الحنبلي، أعجوبة الزَّمان الحافظ.

ذكره ابن العماد (١) فقال: قال في "المَنْهَل الصَّافي": ولد بحماة، وقيل بسَلَمْيَة، سنة إحدى وسبعين وسبع مئة، ونشأ بحماة، وطلب الحديث والعلم، وقدم دمشق فتفقه بابن رجب الحنبلي وغيره، وسمع "مسند الإمام أحمد" وغيره، وبرع في الفقه، والنحو، والحديث وغير ذلك، وتولى قضاء حماة وعمره نحو عشرين سنة، ثم قضاء حلب، وعاد إلى بلده حَمَاة، وولي قضاءَها، وحُمِدَتْ سيرته إلى أن طلبه السُّلّطان المُؤيَّد شيخ إلى الديار المصرية، وولاه قضاء قضاة الحنابلة بها، مضافًا إلى قضاة حماة، وكان إمامًا عالمًا حافظًا، يحفظ في كل مذهبٍ من المذاهب الأربعة كتابًا يستحضره في مباحثه، وكان سريع الحفظ إلى الغاية، ويُحكَى عنه في ذلك غرائب، منها ما حكى بعض الفقهاء، قال: استعار مني أوراقًا نحو عشرة كراريس، فلما أخذها مني احتجتُ إلى مراجعتها في اليوم، فرجعت إليه بعد ساعة هينة وقلت: أريد أن أنظر في تلك الكراريس نظرةً ثم خذها ثانيةً، فقال: ما بقي لي فيها حاجةً، قد حفظتها، ثم سردها من حفظه. وتوفي بالقاهرة قاضيًا يوم الخميس، العشرين من المحرم، سنة ثمانٍ وعشرين وثمان مئة، ودفن بتربة باب النصر، وخلَّف مالًا جمًّا، ورثه ابن أخيه محمود. انتهى.

وذكره السَّخاوي في "الضوء" (٢) بترجمة طويلةٍ جدًا قال فيها: ومن محافيظه في الحديث "المحرر" لابن عبد الهادي، وفي فروعهم أكثر "الفروع" لابن مفلح، وله عليه تعليقات، وفي فروع الحنفية "معجم البحرين"، وفي فروع


(١) شذرات الذهب: ٧/ ١٨٥.
(٢) الضوء اللامع: ٢/ ٣٤ - ٣٥.