للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٧٢٨ - (ت ١١٩٢ هـ): عَبْد الرَّحمن بن عَبْد الله بن أحْمَد، البَعْليُّ الخَلْوَتي الحَنْبليُّ، شَقِيق أحمد المُتَقَدِّم.

ذكْرهُ المراديُّ في "سِلْك الدُّرَر" (١) وقال: هو الشَّيْخ الإمام العَالِم، البَارع العَامل الأديب، الفَقِيه المقرئ، المُفَنَّن الأوحد، زَين الدِّين، وُلدَ بِدِمَشق ضَحْوَةَ يوم الأَحد، ثاني عَشَر جمادى الأولى، سنةَ عَشْر ومئةٍ وألْفٍ، ونشأ بها، وتلا القُرآن العَظِيْم على والده في مُدَّةٍ يسيْرةٍ، ثم اشتَغَل بَطَلَبِ العِلْم، فقرأ على أبي الفَضَائل عَوَّاد بن عُبَيْد الله الكُوْرِيِّ في مُقَدِّمات العُلُوم، ولازم دُرُوس الأسْتَاذ أبي المَوَاهب بن عَبْد البَاقي الحنبليِّ في الفِقْه والحَديثِ نحوَ خمس سِنين، ودُرُوس الفَقِيه الشَّيخ عَبْد القادر التَّغلِبيِّ في عُلومِ شتَّى مُدَّةَ خَمسَ عَشرةَ سنةً، وأجازه إجازةً خاصَّةً وعامَّةً، ثم لازم بَعْدها الشَّيخ محمد المواهبيَّ حفيد أَبي المَوَاهب المَذْكور نحوَ تِسْع سنين وأجازَهُ، وأخذ التَّفسيْر والتَّصَوف عن العَارِف الشَّيخ عَبْد الغنيِّ النَّابُلُسي، وحضر عليه "الفتوحات المكية" و"الفصوص" و"شرح ديوان الفارضي" ولازمه نحوَ ثمانِ سنين، وأجازه إجازةً عامَّةً بخطِّه، وأخذ طَرِيْق الخَلْوَتِيَّة، ومُقَدَّماتٍ في الأدب عن الشَّيخ محمد الكِنَانيَّ الخَلْوَتيِّ، ولازمه نحوَ خمس عَشْرةَ سنةً وأجاز له، وأَخَذَ أيضًا عن غير هؤلاء، ثمَّ ارتحل إلى الرُّوم، ورَجَع منِها إلى حَلَب، سنةَ أربعٍ وأربَعِيْن ومئةٍ وأَلْفٍ، فأخذ جُمْلةً من المَنْطِق والأصْلَيْن عن الشَّيخ صَالح البصري، والشَّيْخ محمد بن الزمَّار، والشَّيخ قاسم البَكْرَجيِّ، وقَدْ ذَكَر سائر مَشايخه في ثَبْته، وعَظُم أمْرُه، واشتهر ذِكْرُه، وله شِعْر لطيفٌ جَمَعَهُ في ديوانٍ، فمِنْه قولُه مُقْتَبِسًا:

اعبدِ اللهَ وجَاهِدْ … فإذا فَرَغْت فانْصَبْ

والْزَمِ التَّقْوى خُلُوصًا … وإلى رَبِّكَ فارْغَب

وله غير ذلك، وكانَت وَفَاتُه بحَلَبَ، سنةَ اثنتَيْن وتِسْعِيْن ومئة وألْف، ودُفِنَ بها. انتهى المُراد من ترجمة حافِلةٍ جدًّا.


(١) سلك الدُّرر ٢/ ٣٠٤ - ٣٠٥.