للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحَنبلي. وُلدَ سادس عشرَ رَمضان، سَنةَ اثنتينِ وأربعينَ وثمانِ مئة، وماتَ أبوه وهُوَ ابنُ إحدى عَشرةَ سَنة، ونشأ بمكَّة، وحَفِظَ القُرآنَ، وصلَّى به التَّراويحَ، وجانِبًا من "مُحرر ابن عَبد الهادِي"، و"الشاطبيَّة"، و"الكافِيَة" لابن الحاجِب، و"مختصره الأصلِي"، و"التَّلخيص". وسمعَ على أبي الفَتح المَرَاغِي، والشَّهابِ الزَّفتاويَّ، والتَّقيَّ بنِ فهد، وابنِ حَجَر، والزَّينِ الزَّركَشِيَّ، وابنِ الفُرات، والمَجدِ محمد بن يَحيى الحَنبلي، والعلاء بنِ بَرْدِس، والشَّهابِ بنِ ناظِر الصَّاحِبَةَ، وغَيرِهم. ووَليَ إِمامةَ المَقَام الحَنبلي عِوَضًا عن والِدِه، فباشرها سَنة ثمانٍ وخَمسينَ وثمانِ مئة، ووَلِيَ قضاءَ مكَّةَ، سَنةَ ثلاثٍ وسِتَّين، ودرَّس، وأفتى، وأخذَ عنه الفُضلاءُ في الفِقهِ، والعَربيَّة، والمعانِي، والبَيان، لمزيدِ ذكائِه، وتودُّدِه، وحُسنِ عِشرَتِه، وفُنونهِ، وتواضُعهِ، وَجودةِ خَطَّه، وتوسُّطِ نظْمِه ونَثْرِه. وأقبلَ بأَخَرة على الاشتغالِ بالذَّكرِ والأورادِ، والتَّلاوةِ الجيَّدة، بصَوته الشَّجِيَّ المُنعِشِ. ماتَ ضُحى يوم الخَميس، رابع عشَر شعبان، سنةَ ثمانٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة. انتهى مُلخصًا من تَرجمةٍ حافِلَة.

٢٤٠٥ - (ت ٨٩٨ هـ): شَمَسُ الدَّين محمد بنُ أحمد بنِ عليَّ بن أحمد ابن محمد بن سُليمان بن حَمْزَة بن أحمد بن عُمَر بن الشَّيخ أبي عُمر محمد بنِ أحمد بنِ محمد بنِ قُدامةَ، المَقْدِسِيُّ، الصَّالحيُّ، الحَنبليُّ، الشَّيخُ الصَّالحُ، الخَطيبُ المُسنِد، المُعمَّر الأصل.

ذكرهُ ابنُ العِماد (١)، وقال: ولدَ بصالِحيَّةِ دمشقَ، عشيَّة عيدِ الفِطر، سنةَ خَمسٍ وثمانِ مئة، فاشتغلَ بالعِلم، وفضَلَ، وتميَّزَ، وأفتى، ودرَّسَ، وحدَّث، وباشرَ نيابةَ الحُكمِ بالدَّيارِ المِصْرِيَّة، وبالمَملكة الشَّامِيَّة. وكان له وَجاهةٌ عندَ النَّاس. وتوفي بالقاهِرَة، في يَومِ الأربعاء، خامسِ عِشري ذي القَعْدة، سَنةَ ثمانٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة. وله أربعٌ وتِسعون سَنة. انتهى.

وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء" (٢)، وقال: قرأ القُرآنَ على إبراهيمَ الخَفَّاف،


(١) شذرات الذهب: ٧/ ٣٦٢.
(٢) الضوء اللامع: ٧/ ٩.