للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الخَزِينَة والأَوْقاف، وكان كاتبًا بليغًا، كامل العَقْل، حَسَن الزِّيِّ، مَيْمُون النَّقِيبَة، ورُزِقَ دُنْيا طائلةً واسعةً، وكان كثير التَّنَعُّم، وافِرَ العِزَّة، محفُوظًا في الدُّنْيا، وبَلَغ من العُمر كَثيرًا، وهو في نشاط الشُّبَّان، وبالجُمْلة فإنه كان مِمَّن توافَرتْ له الدَّواعي، ونال من الأيَّام حَظَّه، وكان مع ذلك سَمْح الكَفِّ، دائم البِشْر، وكانت صدَقاتُه على الفُقَراء دارَّةً، وخَيراته واصِلةً، وانتفع به جَمَاعَةٌ، ومنه أَثْرَوا، وبه اسْتَفَادُوا، والحَاصِلُ أنه كان من مَحَاسن دَهِره، ومكارم عَصْره، وكانت وَفَاتهُ في شَهْر ربيع الأوَّل، سنةَ سِتِّين بَعْد الألف، ودُفن بمَقْبَرة باب الفَرَاديس، في تربة الغرباء. انتهى مُلَخَّصًا من تَرْجَمةٍ حافلةٍ.

وقد ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره" (١) وغيره.

٢٦٣٥ - (ت ١٠٦٤ هـ): عثمان بن أحمد بن تقي الدِّين محمد بن شهاب الدِّين أحمد بن عبد العزيز بن علي بن إبراهيم بن رُشْد، الفُتُوحيُّ القَاهِري الحنبلي، الشَّهير بابن النَّجار.

ذكره الغَزِّي (٢) وقال: هو أحد أجلَّاء عُلَماء الحَنَابلة بمصر، كان قاضيًا بالمَحكَمة الكُبْرى بِمِصْر، فاضلًا جَليلًا، ذا وَجَاهَةٍ ومَهَابة عند عامة النَّاس وخاصَّتهم، حَسَنَ السَّمْت والسِّيرة والخُلُق، قليلَ الكَلَام، له في الفِقْه مَهَارةٌ كُلِّية، وإحاطة بالعُلُوم العَقْليَّة والنقْلِيَّة، وُلِدَ بمصْر وبها نشأ، وأخذ الفِقْهِ عن والده وعَمِّه الجَمَالِ يُوسف، وعن الإمام محمد المَرْداويِّ الشَّامِّي، وعَبْد الرحمن البُهُوتيِّ، وأخذ العُلُوم العَقْليَّة عن كثيرين كالعَلَّامة الشِّهاب إبراهيم اللقانيِّ ومن عاصَرَهُ، وأَخذ عنه جماعةٌ كثيرون، كولده القاضي محمد، والقاضي محمد الحواوشيِّ، وعبد الله بن أحمد المَقْدسيِّ، وألَّف المُؤَلَّفات النَّافِعَة، كالحاشية الجَلِيْلَة على "المُنْتَهى" في الفِقْه، وكانت وَفَاتُه بمصر، في شَهْر ربيع الأوَّل، سنةَ أربعٍ وستين بعد الألف، ودُفِنَ بتُرْبة المُجَاورين، تربة أبيه وجَدِّه. انتهى.


(١) مختصر طبقات الحنابلة: ١١٧.
(٢) النعت الأكمل: ٢١٦.