للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الله عزّ وجلّ وأعاد البربهاري إلى حشمته وزادت، حتى إنه لما توفي أبو عبد الله بن عرفة المعروف بنفطويه وحضر جنازته أماثل أبناء الدنيا والدين، كان المقدم على جماعتهم في الإِمامة البربهاري، وذلك في شهر صفر سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة في خلافة الراضي، وفي هذه السنة زادت حشمة البَرْبهاري، وعلت كلمته، وظهر أصحابه، وانتشروا في الإِنكار على المبتدعة، فبلغنا أن البَرْبَهاري اجتاز بالجانب الغربي فعطس فشمته أصحابه، فارتفعت ضجتهم حتى سمعها الخليفة، ولم تزل المبتدعة يوغرون قلب الراضي على البربهاري، حتى نودي في بغداد أن لا يجتمع من أصحاب البربهاري نفسان، فاستتر وتوقى في الاستتار. انتهى المراد من ترجمته الحافلة هناك.

٦٠٥ - (ت ٣٣٠ هـ): مفلح بن عبد الله، أبو صالح، المتعبد الحنبلي.

ذكره ابن كثير في "تاريخه" (١)، وقال: هو واقف مسجد أبي صالح، ظاهر باب شرقي من دمشق، وإليه ينسب ذلك المسجد، صحب الشيخ أبا بكر بن سعيد حمدونة الدمشقي وتأدب به، وروى عنه الموحد بن إسحاق بن البري، وأبو الحسن علي بن العجة قيم المسجد، وأبو بكر بن داود الدِّينوري الدقي، روى الحافظ ابن عساكر من طريق الدقي عن الشيخ أبي صالح، ومن كلام أبي صالح هذا: الدنيا حرام على القلوب، حلال على النفوس، لأن كل شيء يحل لك أن تنظر إليه بعيني رأسك يحرم عليك أن تنظر إليه بعيني قلبك. إلى أن قال ابن كثير: ولأبي صالح هذا مناقب كثيرة، توفي في جمادى الأولى، سنة ثلاثين وثلاث مئة. انتهى ملخصًا.

٦٠٦ - (ت ٣٣٠ هـ): محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل الحنبلي، أبو جعفر.

قال النابلسي (٢): حدث عن عم أبيه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبيه أحمد بن صالح، وعمه زهير بن صالح، وعمر بن مرداس الدَّوْرَقي، وإبراهيم بن سعدان


(١) البداية والنهاية: ١١/ ٢٠٤ - ٢٠٥.
(٢) مختصر طبقات الحنابلة: ٣٢٤.