للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تلميذ جَدِّه الشَّيخ عبدِ القادرِ التَّغلِبيِّ، وأجازَ له الأُستاذُ الشيخُ عَبدُ الغنيِّ النَّابُلُسِي، والشَّيخُ إلياس الكُرْدِي نزيلُ دمشقَ، وغيرُهما. وبرَعَ وفضَلَ، وصارَتْ فيه البَركَة التَّامَّة، وجلسَ للتدريس بالجامعِ الأُمويِّ، وقرأ عليه جَماعةٌ من الحَنابِلَة وغيرهم، وانتفعوا به. وكانَ ديِّنًا متواضِعًا مُواظِبًا على حُضورِ الجَماعاتِ، والسَّعي إلى أماكنِ القُرُبات، وكانَتْ وفاتُه في أوائل ذي الحجة، سنةَ ثمانٍ وأربعينَ ومئة وألف، ودُفِنَ بتُربة سَلَفه بمَرج الدَّحداح. انتهى.

٢٦٩١ - (ت ١١٥٣ هـ): محمدُ بن عيسى بن مَحمود بن محمد بن كِنَان، الحَنبلي، الصَّالحي، الدِّمشقي، الخلوتي.

ذكره المُرادي في "سلك الدرر" (١)، وقال: هو أحدُ العُلماءِ الأتقياءِ، الصُّلحاءِ العامِلين. وُلِدَ سنةَ أربعٍ وسَبعين وألف، ونشأ في كَنفِ والدِهِ، وأخذَ عنه الطَريقَ، وأخذَ على جماعةٍ كالشَّيخِ خَليل الموْصِليِّ، قرأ عليه حِصَّةً من "جَمع الجَوامع" في الأصول، و"الرِّسالة الأندلسيَّة" في العَروض، وغيرِهِ مِنَ الأجِلَّاء، وحَجَّ إلى بيتِ الله الحَرام، واجتمعَ في المَدينةِ المُنوَّرة بالأستاذِ الشَّيخِ إبراهيمِ بن حَسَن الكُورانِي، وأخذَ عنه الحديثَ. ولمَّا تُوفِي والدُه صارَ هُو مكانَه شيخًا، واستقامَ إلى أن ماتَ، ولازمَ الأذكارَ، وألَّف مُؤلَّفات منها "التَّاريخ" الَّذي جمعَه في الحَوادث اليومية، وقد طَالعتُهُ واستفدتُ منه وَفَيات، وبعضَ أشياء لَزِمَتْنِي لتاريخي هذا، وهو تاريخٌ يشتَمِل على الحوادثِ الصَّادِرةِ في الأيَّام مع إيرادِ وَفياتِ ومُناسباتٍ وفوائدَ، وورد يومًا بينَه وبينَ الوالدِ مذاكرة في المُعَمَّيات، فذكَر أنَّه يَستخرجُ اسمَ "هُود" من قولِهِ تعالى: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا}، واسم "شِهاب" من قوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}.

وكانَتْ وفاتُه في سَنةِ ثلاثٍ وخَمسينَ ومئة وألف، ودُفِنَ بسَفحْ قاسِيُون بالصَّالحيَّة، وتولَّى بعدَه المشيخةَ ولدُه الفاضِلُ الشَّيخُ محمدُ سعيد. انتهى.

وذكره صاحِبُ "السُّحُب" (٢)، وذكرَ له من المُصَنَّفات "التَّاريخ" الآنف


(١) سلك الدرر: ٤/ ٨٥.
(٢) السحب الوابلة: ٣/ ١٠٢٧.