للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "قدموا قريشًا" فسئل أحمد عن ذلك؟ فقال: يعني في الخلافة.

وقوله "ولا تعالموها" فمحمول على النبي - صلى الله عليه وسلم -.

فإن قيل: إن الشافعي كان فصيحًا! فمُسَلَّم، ولكن ذلك لا يوجب التقدم على غيره، لأن التقدُّم بكثرة العلم؛ على أنَّه قد أخذ عليه كلمات فقال: (ماء مالح) وإنما هو: ملح، وقال: (لا تعولوا: يكثر عيالكم) ومعناه عند اللغويين: لا تميلوا. وقال: (إذا أشلا كلبًا، يريد أغراه) والإِشلاء عند العرب الاستدعاء. وقال: (ثوب يسوى كذا) والعرب تقول: يساوي.

وقال المرُّوذي: كان أحمد لا يلحن في الكلام.

فإن قيل: روى أحمد عن الشافعي. قلنا: لأنه كان أكبر سنًا منه، وقد روى الشافعي عن أحمد أيضًا كما سبق بيانه. قال البويطي: قال الشافعي: كل شيء في كتبي: "وقال بعض أهل العلم" فهو أحمد بن حنبل. وقد روى الشافعي عن مالك وهو مقدم عندهم عليه.

[أما فضل أصحابه وأتباعه]

فقال عبد الوهاب الورَّاق: إذا تكلم الرجل في أصحاب أحمد فإن له خبيئة. ليس بصاحب سُنَّة.

وقال الأثرم: ربَّما يترك أصحاب أحمد الشيء ليس له تبعة عند الله مخافة أن يعيَّروا بأحمد بن حنبل.

وقال أبو الفضل: ذكر عند المتوكل بعد موت أحمد أن أصحاب أحمد يكون بينهم وبين أهل البدع الشر، فقال المتوكِّل لصاحب الخبر: لا ترفع إليَّ من أخبارهم شيئًا، وشدَّ على أيديهم، فإنهم وصاحبهم من سادة أمة محمَّد، وقد عرف الله لأحمد صبره وبلاءه، ورفع قدره، وارتفع علمه في أيام حياته وبعد موته، أصحابُه أجل الأصحاب، وأنا أظن أنَّ الله يعطي أحمد ثواب الصِّدِّيقين.

وقال ابن عقيل: هذا المذهب إنَّما ظلمه أصحابه، لأن أصحاب أبي حنيفة