للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

باب شرقي عليهم، ونزل هو وولداه بسفح قاسِيون، وكانوا يعرفون بالصالحية لنزولهم بمسجد أبي صالح، فسميت الصالحية بهم، وكانت تسمى أولًا قرية الجبل، وقيل: قرية النخل لنخل كان بها كثيرًا.

وكان زاهدًا صالحًا، قانتًا لله، صاحب جِدٍّ وصدق، وحرص على الخير. وهو الذي بنى الدير بالصَّالحية، وتوفي سنة ثمان وخمسين وخمس مئة، وله سبع وستون سنة. انتهى.

وذكره ابن الشطي في "مختصره" (١) وقال: كان رجلًا صالحًا، زاهدًا، عابدًا، صاحب كرامات وأحوال، حدَّث وروى عنه ولداه أبو عمر والموفق. ولد سنة إحدى وتسعين وأربع مئة وتوفي سنة ثمان وخمسين وخمس مئة. وكنيته أبو العباس، ودفن بسفح قاسيون. انتهى.

٨٨٦ - (ت ٥٥٨ هـ): علي بن عمر بن أحمد بن عمَّار بن أحمد بن علي بن عَبْدُوس الحرَّاني، الحنبلي، الفقيه أبو الحسن، الزاهد، الورع، العارف الواعظ.

قال ابن العماد (٢): ولد سنة عشر أو إحدى عشرة وخمس مئة، وسمع ببغداد من ابن ناصر وغيره، وتفقَّه وبرع في الفقه والتفسير والوعظ، والغالب على كلامه التذكير وعلوم المعاملات. قرأ عليه قَرْنُه أبو الفتح نصر الله بن عبد العزيز، وجالسه الشيخ فخر الدين ابن تَيْمِيَّة الحرَّاني في أول اشتغاله، وقال عنه: كان نَسِيْجَ وحدِه في علم التذكير والاطلاع على علم التفسير. وله فيه التصانيف البديعة والمَبْسوطات الوسيعة، وسمع منه الحديث أبو المحاسن عُمر بن علي القرشي الدمشقي بحرَّان. وقال: هو إمام الجامع بحرَّان، من أهل الخير والصلاح والدين، وذكر له أبيات شعر. وتوفي آخر نهار عرفة، وقيل: ليلة عيد النحر، سنة ثمان وخمسين وخمس مئة. وقيل: سنة تسع وخمسين وخمس مئة، كما جزم به ابن رجب. انتهى.


(١) مختصر طبقات الحنابلة: ٥٠.
(٢) شذرات الذهب: ٤/ ١٨٣.