للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ابنُ النجَّار: توفيَ ليلةَ السبتِ لأربعٍ خلونَ من ربيع الآخر، سنة أربع وثلاثين وست مئة ببغداد، ودفن بباب حرب. انتهى.

وذكره ابن رجب (١) بترجمةٍ حسنةٍ أثنى عليه فيها، وله من التصانيف: "التاريخ" في نحو خمسة أسفار ذَيَّلَ به تاريخَ ابنِ السمعاني، وسَمّاهُ "دُرَّةَ الإِكليل في تتمة التَّذْييل"، وفيه فوائدُ جمة مع أوهام، وقد بالغ ابنُ النجَّار في الحطَّ على تاريخه هذا.

قال ابن رجب: مع أنَّه أخذ عنه، ونقل منه في تاريخه أشياء كثيرةً، بل نقله كلَّه، وكذلك أثنى على تاريخه هذا عمر بنُ الحاجب.

١١٥٦ - (ت ٦٣٤ هـ): إسحاق بن أحمد بن محمد بن غانم العَلْثِي، الزَّاهِد، القدوة، أبو الفضل، ويقال: أبو محمد، ابن عم طلحةَ بن المُظَفَّر السَّابق الذكر.

قال ابن رجب في "طبقاته" (٢): سمع من أبي الفتح بن شاتيل، وقرأ بنفسه على ابن كُلَيْب، وابن الأخضر، وكانَ قُدوةً، صالحًا، زاهدًا، فقيهًا، عالمًا، أمَّارًا بالمعروف، نَهّاءً عن المنكر، لا يخاف أحدًا إلا اللهَ، ولا تأخُذُه في الله لومةُ لائم، أنكر على الخليفة النَّاصر فمن دُوْنَه، وواجه الخليفةَ الناصرَ، وصَدَعه بالحق.

قال ناصح الدين ابنُ الحنبلي: هو اليومَ شيخُ العراق، والقائمُ بالإِنكار على الفقهاء والقُرَّاء فيما تَرخَّصُوا فيه.

وقال المُنْذِرِيُّ: قيل: إنَّه لم يكن في زمانه أكثر إنكارًا للمنكر منه، وحُبِسَ على ذلك مُدَّةً، وأرسل إلى الشيخ علي بن إدريس، الزَّاهد، صاحب الشيخ عبد القادر، رسالةً طويلةً، تتضمنُ إنكارَ الرَّقْصِ والسَّماع، والمبالغة في ذلك، وله في معنى ذلك عدة رسائل إلى غير واحدٍ، وأرسل رسالة طويلة إلى الشيخ أبي الفرج بن الجوزي بالإِنكار عليه فيما يقع في كلامه من المَيْلِ إلى أهل التأويل، وحَدَّثَ، وسَمِعَ منه جماعةٌ، وذكر ابن الدَّوَالِيْبي أنَّه سمع منه، وتوفي في شهر ربيع الأول سنة أربعٍ


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٢١٢.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٢٠٥.