قال الشمسُ بنُ طولون في "تاريخه": في سنةِ سبعٍ وثلاثينَ وتسع مئة سألني الشيخُ محمدٌ بنُ قيصَر القبيباتي الحنبلي في عمل شرح على أبيات ثلاثٍ نظمها في عقيدته وهي:
في اللهِ اعتقدُ الذي قد قَالَه … عن نفسِهِ وكذا الذي قالَ الرُّسُلْ
عنه بغيرِ تأَوُّلٍ في ذاته … وصنائعٍ أو كلَّ فعلٍ قد فَعَلْ
فهو الإله الفردُ ليس كمثلِهِ … شيءٌ سواه وغير هذا لم أَقُلْ
قال النجم الغزي: قلت: ووقفتُ على شرح ابنِ طولون على هذه الأبيات في تعاليقه بخطَّه، والإيمان بما جاء في الكتاب والأخبار مِن الصفات من غير تأويل مذهبُ السَّلَف، وهو أسلم منْ مذهب التأويل وهو مذهب الخلف، وكانت وفاتُه أي المُتَرْجَم في سنةِ خمسٍ وسبعين وتسع مئة بمنزله في القبيبات، وكَثُرَ تأسُّفُ النَّاسِ عليه وازدحموا على جِنَازته، وحمل تابوته. انتهى.
٢٥٩٥ - (ت ٩٧٧ هـ): عبدُ القادر بنُ محمدٍ بنِ عبدِ القادر بنِ محمد الأنصاري الجَزِيْري، الحنبلي.
ذكره السَّخَاويُّ في "البلدانيات" وقال: هو العالمُ الفاضلُ، المنشئُ البليغُ، الناظمُ، ترجَمَ نفسَهُ في كتابِهِ "درر الفوائد المنظمة في أخبار الجامع وطريق مكة المعظمة" فقال: أخذتُ العلمَ عن جماعةٍ أجلَّاءَ أدركتُهم في الزَّمن الأَوَّل، بهم الاقتداءُ والاهتداءُ، منهم الشَّهابُ أحمدُ بنُ عبدِ العزيز الفتوحي، الحنبلي، ابن النجار، لزمْتُه في الحديث، والفقه وغيره إلى أنْ توفيَ، ومنهم الشَّرف موسى بنُ أحمدَ الخَطَّابي المَالِكي قرأتُ كثيرًا من كُتُبِ العَرَبيَّة، والتَّصريف، والمَنْطِق، والحديث، ولزمته إلى حين وفاته، والشهابُ أحمدُ الشُّوَيْكي الحَنْبَلي وجماعةٌ يطولُ ذكرُهُم، وذكر في كتابه المذكور إلى سَنَة ستًّ وسبعين وتسع مئة، ولا أدري متى توفي. قاله في "السحب الوابلة"(١) وقال: له تصانيفُ لطيفةٌ منها "خلاصة الذهب في فضل العرب"، و"عمدة الصفوة في حِل القهوة"، و"منازل