للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٦٢٩ - (ت ١٠٥١ هـ): منصُور بن يُونُس بن صَلاحَ الدِّين بن حَسَن بن أحمد بن علي بن إدْرِيسٍ، الشَّهِيْر بالبُهُوتيِّ، المِصْرِيُّ الحنبليُّ.

ذكره الغَزِّي (١) وقال: هو الشَّيخ الإمام، شيخ الإسلامِ، كان إمامًا هُمَامًا، علَّامةً في سائر العُلُوم، فقيهًا مُتَبَحِّرًا، أُصُوليًّا مُفَسِّرًا، جَبَلًا من جِبَالِ العِلْم، وطَوْدًا من أطوادِ الحِكْمَة، وبَحْرًا من بُحُور الفَضَائلِ، لهُ اليَدُ الطُّولَى في الفِقْه والفَرَائِض وغيرهما، أخذ عن جماعةٍ من الأعيان، كالشيخ يحيى بن الشرف مُوسى الحَجَّاويِّ الدِّمَشْقيِّ، والشَّيخ عَبد الله الدّنوشريِّ الشَّافعيِّ، والجَمَال عَبْد القادر الدَّنوشريِّ الحنبليِّ، والنُّور علي الحَلَبيِّ، والشِّهاب أحمد الوَارِثيِّ الصَّدِيْقيِّ. انتهى.

وذكره المُحِبِّي في "خلاصة الأثر" (٢) وقال: شَيْخُ الحَنَابِلَة بِمصر، وخاتِمَةُ عُلَمائهم بها، الذَّائع صيتُه، البالغَة شُهْرَتُه، كان عالِمًا عامِلًا وَرِعًا، مُتَبَحِّرًا في العُلُوم الدِّينيَّة، صارفًا أوقَاتَهُ في تَحرير المَسَائل الفِقْهيّة، ورَحَلَ النَّاس إِلَيْه من الآفاق لأخذ مذهب الإمَامِ أحمد، فإنه انفرد في عَصْره بالفِقْه، وأخذ عن أكثر المتأخِّرين من الأصْحاب الحَنَابِلَة، مِنْهم الجَمَال يُوسُف البُهُوتيُّ، والشَّيخ عَبْد الرَّحمن البُهُوتيُّ، والشَّيخ محمد الشَّاميُّ المَرْدَاويُّ، ومِمَّن أخذ عَنْ صاحب التَّرْجَمة الشَّيخ محمد البهوتيُّ، ومحمد بن أبي السُّرور البُهُوتيُّ، وإبراهيم بن أبي بكر الصَّالِحيُّ وغيرهم.

ومن مُؤَلَّفاته "كشَّاف القِنَاع شَرْح الإقْناع" للِشَّرف مُوسى الحَجَّاويِّ، ثلاثة أجْزاء ضِخَام، و"حاشية على الإقناع" المذكور، و"دقائق أُوْلِي النُّهَى في شرح المُنْتَهى" لتقيِّ الدِّين الفُتُوحيِّ، في ثلاثة أجزاء ضِخَام، و"حاشية على المنتهى" المذكور، و"شَرْح زاد المُسْتَقْنِعْ" سَمَّاه "الرَّوْض المربع" للحَجَّاويِ، و"مَنْحُ الشِّفاء الشَّافيات في شَرْح المُفْرَدَات" للشَّيْخ محمد علي المَقدِسيِّ، وكان مِمَّن انتهى إليه التَّدْريسُ والفَتْوى، وكان سخيًا له مَكارمُ أخْلاقٍ دارَّة، وكان في كلِّ


(١) النعت الأكمل: ٢١٠ - ٢١٣.
(٢) خلاصة الأثر: ٤/ ٤٢٦.