للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحَمَويِّ، والفرائض والحِسَاب عن الشَّيخ عبد المُنْعم الشربونيِّ، والحديثَ عن الإمامِ الشَّيخ إبراهيم اللقانيِّ، والإمام الشَّهير علي الأجهوري، وكثيرين، وكان ملازمًا مكانَهُ المَعْروف بالجامِع الأَزْهر، مشتغلًا بالعُلُوم الدِّينية، لا يترَدَّد إلى أحد من أرباب الرَّواتب والدُّول، قانعًا باليَسِيْر من الرِّزْق، مُتَقَيِّدًا بصلاة الجَمَاعة بالصَّفِّ الأوَّل في الأوْقات الخَمْسَة بالأزْهَر، قليلَ الكَلَام، حَسَن السِّيْرة، جامِعًا لِصِفات الكَمَال، لَيْس فيه شَيء يَشْينه في آخِرَته ودُنْياه، حكى عنه وَلَدُه الشَّيخ عبد الله أنَّه رأى الحَقَّ سُبْحانَهُ وتَعَالى: ثلاث مَرَّات، وفي أحدِها رأى الملائِكة ذاهبين به إلى النَّار، فإذا بمنادٍ من قِبَل الله سُبْحَانه وتعالى لَيْس من أهْلها اذْهَبُوا به إلى الجَنَّة، فقَام فرأى نفسه بالجامع الأزْهر، وكانت وَفَاته ليلةَ رابع عشر صَفَر، سنةَ إحدى وتسعين بَعْد الألف، ودُفِنَ بتُرْبة المُجاورين، بقُرْب عَمِّه الشَّيخ مَرْعيِّ. انتهى.

٢٦٤٨ - (ت ١٠٩٣ هـ): عيسى بن محمود بن محمد بن محمد بن كنان، الصَّالحيُّ الدِّمَشْقيُّ، الخَلْوتيُّ الحنبليُّ.

ذكره المُحِبِّيُّ في "خُلَاصة الأثر" (١) وقال: كان من صلحاء الزَّمان وفُضَلائه، ورعًا عابدًا، زاهدًا في الدُّنْيا، قانعًا بما قُدِّرَ له، ساكِنًا، عَلَيه سِيْما الصَّلاح، ولد بصالحيَّة دِمَشق، سنةَ اثنتين وأربعين وألف، وحَفِظ القرآن وهو ابن سَبْع سِنين، ولمَّا بَلَغ عَشْر سنين سَافر مَعَ والِدِه إلى مِصْر، وعَاد إلى دِمَشْق، ثم سافر إليها ثانيًا وَحْدَه، وطَلَب العِلْم على مشايخ أجِلَّاء منهم: الشيخُ مَرْعيُّ البُهُوتيّ، والغَزِّيُّ، والنُّور الشِّبرامَلسِيُّ، والشَّيْخِ محمد الخَلْوَتي، والشمس البَابِيُّ، والشِّهاب أحمد الشوبري، والشَّيخ سلطان المزاحي وغيرهم، ثم رَجعَ إلى دِمَشق، سنةَ خَمسٍ وخمسين بَعْد الألف، واجتَمع بالشيخ مَنْصور المحلي الصَّابوني، وقَطَن عِنْدَه بجامع الصَّابُونيَّة، وبالجُمْلة فإنَّه كان رجلًا صَالحًا، عالمًا عاملًا. تُوُفِّي ليلةَ الاثنين، لأربعٍ بقين من شوال، سنة ثلاثٍ وتسعين بَعْد الألف بالصَّالحية، ودُفِن بمقبرة الفَرَاديس، وكانتْ جَنَازَتُه حافلةً جدًّا. انتهى من تَرْجمةِ


(١) خلاصة الأثر: ٣/ ٢٤٣.