للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شيوخِها فسعى في نصف الإمامة بالمسجد الحرام شريكًا للبدر حسن بن الزين سنةَ تسعٍ وتسع مئة، ثم لازم كاتِبَ السَّرَّ المُحِبَّي رجاءَ ولايةِ القضاءِ فوَلَّاهُ ببذل سنة تاريخية، وكان ذلك من أعظم النَّوازل بمكة فقدمها بحرًا سنةَ عشر وتسع مئة فباشرها بعُنْفٍ وعدمِ معرفةٍ، وعُزِل عنها مَرَّة بعد أخرى لكثرةِ الشَّكوى فيه، وتردَّدَ للقاهرة، ولم تحمد سيرَتُه، وماتَ مطعونًا في عشر جمادى الأوْلى سَنَةَ ثلاثين وتسع مئة بالقاهرة، ودُفِنَ هناك. انتهى.

٢٥٥٧ - (ت ٩٣٠ هـ): أبو بكر بن محمدٍ بنِ محمدٍ بنِ محمدٍ بن محمدٍ أبو عبد الله بن أبي عبد الله بن أبي الخير بن أبي الخير المكي الحنبلي.

ذكره السَّخَاويُّ في "الضوء" (١) وقال: يعرف بابن أبي الخير، ولد سنة خمسٍ وسبعينَ وثمان مئة بمكة، ونشأ بها، وكان يباشِرُ مع أبيه رئاسةَ المؤذنين بصوتٍ طريٍ بالنسبة لآبائه، وكان يتردَّدُ إليَّ وفَارقْتَه في قيد الحياة سنة أربع وتسعين وثمان مئة. انتهى.

وذكره جارُ الله ابنُ فهد في "ذيله على الضوء" بترجمةٍ حافلةٍ ملخَّصُها: أنَّهُ عاشَ بعد السَّخاوي، وعَظُمَ اسمُه، وكان في أوَّل أمْرِهِ شافعيَّ المذهب، وحَفِظَ بعضَ "منهاج النووي"، وقرأ بنفسه مع شرحه، و"الملحة والعجالة" لابن الملقن على الشيخ أيُّوب الأزْهَري بمكَّةَ، وحَضَر دُرُوْسَ قاضيها الشَّافعي الجمالي في الفقه والحديث، وسافر إلى مِصْرَ سنةَ تسعٍ وتسعينَ وثمان مئة فقرأ على القاضي زكرياء وغيره، ثم رجع إلى مَكَّة ثم رحل إلى القاهرة سَنَةَ خمس وتسع مئة، وأقام بها إلى سنة ثمانٍ وتسع مئة فدخل فيها الشَّام وحَلَب وغيرها، وأخذ عن الشيخ حسن السُّيُوطي، ورَجَعَ إلى القاهرة، فوجد بها القاضي عبدِ القادر بن النجم بن ظهيرة قد تحنبل لطلبِ القضاء، فتمذهب بمذهب أحمد هو أيضًا، وحفِظَ ثلثي "الخِرَقي"، وقرأه مع "شرحه للزَّركَشِي" و"المقنع" على غير واحد كالعَقَّاد والنبراوي وغيرهما، ومات ليلة الاثنين ثاني عشر ربيع الأوَّل سنةَ ثلاثينَ وتسع مئة. انتهى. من ترجمةٍ حافلةَ.


(١) الضوء اللامع: ١١/ ٩٣.