للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكره ابن العماد (١) فيمن توفي سنة خمسٍ وأربعين وثمان مئة فقال: زين الدين أَبو ذَر، عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد، الزَّرْكَشِيُّ المِصْري الحنبلي، المُسْنِد العلَّامة، ابن أبي عبد الله، شمس الدين الإمام المتقدم ذكره. ولد في سابع عشر رجب، سنة خمسين وسبع مئة، وسمع الكثير، وتفرَّد في آخر عمره بسماع "مسلم" من البَيَانيِّ بسنده، فإنه آخر من روى عنه بالسَّماع، وكان خيِّرًا فاضلًا، ناب في الحكم مدةً طويلةً بمِصْر، واستقر في تدريس الحنابلة بالأشرفية المستجدَّة بالقَاهِرَة في رمضان، سنة ثلاث وثلاثين وثمان مئة، وروى عنه خلقٌ من الأعيان منهم: القاضي عزُّ الدين الكِنَانِيُّ الآتي ذِكْرُهُ، وقاضي القضاة سعد الدين الدَّيْريُّ الحَنَفيُّ، وكمال الدين بن أبي شريف الشافعي، وخَلْق من العلماء وغيرهم. وتوفي بالقَاهرة، في أحد الجمادَين، سنة خمسٍ وأربعين وثمان مئة. انتهى.

٢١٩٩ - (ت ٨٤٦ هـ): عز الدين أبو البركات عبد العزيز بن الإمام العلامة علاء الدين أبي الحسن علي بن عبد العزيز بن عبد المحمود، البَغْداديُّ المَوْلِد، ثم المَقْدسِيُّ الحنبليُّ، قاضي الأقاليم، الشيخ الإمام، العالم المُفَسِّر.

قال ابن العماد (٢): قال العُلَيْمي في "طبقاته": ولد ببغداد في سنة سبعين وسبع مئة، واشتغل بها، ثم قَدَّم دمشق، فأخذ الفقه عن ابن اللَّحَّام، وعرض عليه "الخِرَقي"، واعتنى بالوَعْظ وعلم الحديث، ودرَّس وأفتى، وله مصنَّفاتٌ منها: "مختصر المُغْنِي"، و"شرح الشَّاطِبِيَّة"، وصنف في المعاني والبيان، وجمع كتابًا سماه "القمر المنير في أحاديث البَشير النَّذير"، وولي قضاء بيت المَقْدِس بعد فتنة اللَّنك في سنة أربع وثمان مئة، وهو أوَّل حنبليًّ ولي القُدس، وطالت مدَّته، وجرى له فصولٌ، ثم ولي المؤيَّدِيَّة بالقاهرة، ثم ولي قضاء الدِّيار المِصْريَّة في جمادى الآخرة، سنة تسعٍ وعشرين، ثم ولي قضاء دمشق في دفعاتٍ يكون مجموعها ثمان سنين، وكان يسمَّى بقاضي الأقاليم، لأنه ولي


(١) شذرات الذهب: ٧/ ٢٥٦.
(٢) شذرات الذهب: ٧/ ٢٥٩.