للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عَلَّامَةِ الشَّام أحمد بن عبيد العَطَّار، وحَضَر أوَّلَ ما فتح الدَّرس من جملة مَنْ حضر من مشايخ دمشق من الحنابلة وغيرهم، فأخذ عن جمعٍ من الفضلاء من أهل دمشقَ وغيرِهم من النَّابُلُسِيِّين القادمين، والنجديين وغيرهم، منهم شيخُنا عبدُ الجبار النقشبندي البَصْرِي، والشَّيخ أحمد اللبدي، وانْتَفَعُوا به، وكان رحمه الله ملازمًا على الدُّروس والمطالعة، مع تعاطيه التجارة بالتحري، والصِّدْق، والورع، وكان في أيَّام طلبه ببلده قد كتب كتبًا نفيسةً بخطِّه الحَسَن النَّيِّر منها "شرح المنتهى" ملأ حواشيه بالفوائد، والأبحاث، حتى لم يترك فيه موضعًا خاليًا، فكانت هذه النسخة مشهورةً بينَ الطَّلبة بدمشق يُحضرونها وَقْتَ مطالعتهم، ويستفيدون مما عليها، وحَصَّل كتبًا نفيسةً، وتوفي بدمشق سَنَة أربعين ومئتين وألف. انتهى.

٢٧٩٩ - (ت ١٢٣٧ هـ): عبدُ العزيز بنُ عبد الله الحُصَيْن النَّاصِرِيُّ التميميُّ، النَّجْدِيُّ الحَنْبَليُّ، الشيخُ العالمُ، الفاضلُ الوَرعُ، الزَّاهِدُ.

ذكره المؤرِّخُ ابنُ بشر في "تاريخ نجد" (١) وقال: هو الشيخُ، العالمُ، الزاهدُ، كانَ رحمه الله عالمًا عاملًا، زاهدًا ورِعًا، حليمًا لا ينتصرُ لنفسه، مُحَبَّبًا إلى النَّاس، وليس للدنيا عنده قدرٌ، ولا يركن إليها ولا يتعاطاها، بل قطع دهرَهُ في طلبِ العِلْم، وكتبه، وبذله، وكان إذا دخل عليه وقتُ الثَّمرَة أخذ قوتَ نفسِهِ سَنَةً من بيت المال من البرُ والتَمر، وإذا مضت السَّنَة وبقي عنده شيءٌ وقت الثمرة الثَّانية أعطاهم إيَّاه، ولا يَتْرُكُ منه شيئًا، وكان رحمه الله مَهِيبًا، فاضلًا، فقيهًا، وجَعَلَ الله في علمه البركة للنَّاس، وانتفع به عدد رجالٍ كثير في جميع النواحي ممن وَلِيَ القضاء، وكان يُحِبُّ طالبَ العلم محبةً عظيمةً كأنَّه ولدُه بالتودُّد إليه، وتعليمِهِ، وإدخال السُّرور عليه، والقيام بما يَنُوبُه من بيت المال، وكانت كلمته وقوله نافذًا عند الرُّؤَساء ومَنْ دونَهم، وكان عنده حلقةٌ كبيرةٌ في التدريس من أهل شقرا، وأهل الوشم، وغيرهم، وكان مجلِسُهُ للتدريس في الفِقْه وقْتَ طلوعِ الشَّمس إلى ارتفاع النَّهار، وكان إذ فرغ من الدَّرس رفع يديه


(١) عنوان المجد: ١/ ٢٣٤.