وذكره الشَّاذَكوني، فقال يحيى: ويلك يا سليمان، أما تتقيّ الله؟! تذكر حبرًا من أحبار هذه الأمة.
[ومنهم: أبو عاصم النبيل]
حضر في مجلسه أصحاب الحديث فقال لهم: ألا تفقهون؟ وجعل يذمّهم، فقالوا: فينا رجل. فقال: من هو؟ فقالوا: الساعة يجيء، فلما جاء أحمد قالوا: قد جاء. فنظر إليه، فقال له: تقدم فقال له: أكره أن أتخطى الناس. فقال أبو عاصم: هذا من فقهه، وسِّعوا له. فوسعوا له، فدخل، وأجلسه بين يديه، فألقى عليه مسألة، فأجاب، فألقى أشدّ، فأجاب، وثالثة، فأجاب. ومسائل، فأجاب، فقال أبو عاصم: هذا من دواب البحر، ليس هذا من دواب البر. وقال له قبل أن يعرفه: يا أحمد، ما أنصفتنا؛ قدمت بلدنا فلم تعرفنا نفسك، وإني قد دليت عليك، فلو جئتنا لأكرمناك، وأريناك من حقك ما أنت له أهل. فقال: يا أبا عاصم. إنك لتفعل، وإنك لتحمل على هيبتك. قال أبو عاصم: فرأيت له حياء وصدقًا ما أخلقه، سيبلغ ما بلغ رجل. وذكر عنده قوم من المحدثين، فتنفس وقال: هاه هاه، ما من هؤلاء واحد إلا وقد رأيناه، فما رأينا في القوم مثل ذلك الفتى أحمد بن حنبل.
[ومنهم: أبو اليمان الحكم بن نافع]
قال أبو اليمان: كنت أشبه أحمد بن حنبل بأرطأة بن المنذر.
[ومنهم: سليمان بن حرب]
قال سليمان: أحمد بن حنبل عندنا إمام.
[ومنهم: عفان بن مسلم]
كان يحيى بن معين وأبو خيثمة وغيرهم يجيئون إليه يسمعون منه ومعهم أحمد، فلما خرجوا قال: هذا سوى أولئك، يعني من فضله.
[ومنهم: الهيثم بن جميل]
قال الهيثم: إن عاش هذا الفتى يكون حجة على أهل زمانه. يعني أحمد بن حنبل.