لي: يا فلان لم لا تقوم إلي تسألني أن أدعو لك؟ قلت: يا رسول الله يقطعني الحياء لقبيح ما أنا عليه، فقال: إن كان يقطعك الحياء، فقم فسلني أدعو لك، فإنك لا تسبُّ أحدًا من أصحابي، فقمت فدعا لي، ثم انتبهت، وقد بغض الله إليَّ ما كنت عليه. فقال أحمد لمن حضر: حدِّثوا بهذا واحفظوه فإنه ينفع.
وكان يقول: طلب علوِّ الإِسناد من السنة.
ورأى رجلًا يكتب خطًا دقيقًا، فقال: لا تفعل، أحوج ما تكون إليه يخونك.
وشاوره رجل بالتزوج، فقال: تزوج ببكر، واحرص على أن لا يكون لها أم.
وقال لولديه: اكتبا من سلَّم علينا ممن حج، فإذا قدم سلمنا عليه.
[أما ما أنشده من الشعر أو نسب إليه]
فدخل عليه ثعلب فقال: بم تنظر؟ قال ثعلب: في النحو والعربية فقال أحمد منشدًا:
إذا ما خلوتَ الدهر يومًا فلا تقل … خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيبُ
ولا تحسبنَّ الله يغفلُ ساعةً … ولا أنَّ ما يخفى عليه يغيبُ
لهونا عن الأيام حتى تتابعتْ … ذنوبٌ على آثارهنَّ ذنوبُ
فيا ليتَ أنَّ الله يغفرُ ما مضى … ويأذن في تَوباتنا فنتوب
إذا ما مضى القرنُ الذي أنت فيهمُ … وخُلِّفتَ في قرنٍ فأنتَ غريبُ
وكان ينشد:
تفنى اللذاذة ممن نال صَفْوَتَها … من الحرام ويبقى الإثم والعارُ
تبقى عواقب سوء من مغبتها … لا خيرَ في لذَّةٍ من بعدها النارُ
وكان ينشد:
يا ابْنَ المدينيِّ الذي عَرَضَتْ له … دنيا فجاد بدينه لينالها
ماذا دعاك إلى انتحال مقالة … قد كنتَ تزعُم كافرًا من قالها
أمرٌ بَدَا لك رُشدُه فتبعتَه … أم زينةُ الدنيا أردتَ نوالَها