للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أثبات الفضائلِ رُتَبًا بمجدٍ يعلو على الفلك الأَثير، ورتبةٍ تسمو السَّمَاكَيْن بفضلها الكبير الكثير، وأرَّخَ وفاتَه كما تقدَّمَ وقال: إنَّه ولدَ بدمشقَ، وبها نشأ واشتغل على فضلائِها، وبرع في الفنون، وأخذ الفِقْهَ عن والده وغيره، واستجاز لنفسه ولإخوته وأولاده من جماعةٍ من علماءِ دمشقَ ورؤسائِهم، منهم القاضي رضيُّ الدين محمدٌ الغَزِّيُّ العَامِرِيُّ، وولدُه شيخُ الإسلام بدرُ الدين، وشيخُ الإسلامِ السيَّدُ كمالُ الدين بنُ حمزةَ الحُسَيْنِيُّ، وأجازوهُ، وأجازوا مَنْ ذكر معه.

قال النَّجمُ الغَزِّيُّ في "الكواكب السائرة": دَرَّسَ، وأفتَى، ووَلِيَ تدريسَ دارِ الحديث المَخْصُوصة بالحنابلة بالصَّالحية ونظرها، ونابَ في القضاءِ مرارًا، وانتهت إليه رئاسةُ الحنابلةِ بدمشقَ، وكان له شهامةٌ وحشمة، وحسنُ هيئةٍ.

وقال شرفُ الدين يونُسُ العيشاوي في "مجموعه" الذي ترجَمَ فيه مشايخَهُ وأقرانَهُ في حقه: كان ذكيًا، مستحضرًا لفروعِ مذهبِهِ، ووَلِيَ القضاءَ، ولحقه في آخر عمرِهِ قَهْرٌ، وقال: إنَّهُ كان رئيسًا محتشمًا، يعرفُ الناسَ، ويراعي مقاديرَهم، ولم يزل على سِيرتِهِ الحَميدَةِ، وفكرته السَّديدة إلى أنْ توفيَ ليلةَ الاثنين ثالثَ عشري شعبانَ سَنَةَ تسعٍ وستينَ وتسع مئة، وصلَّى عليه العَلَّامَةُ البدرُ الغَزِّيُّ إمامًا بالجامعِ الأُمَويَّ، ودُفِن بسفحِ قاسِيون بالرَّوْضَة عند والدِهِ. انتهى من ترجمةٍ حافلةٍ.

٢٥٩٢ - (ت ٩٧٠ هـ): شمسُ الدين أبو عبدِ الله عبدُ البَرَّ بنُ قاضي قضاةِ الحنابِلَةِ بدمشقَ زينِ الدين عمرَ بنِ مُفْلِح الحنبلي.

ذكره ابن العماد (١) وقال: ولدَ يومَ الاثنين، ثالثَ ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين وثمان مئة كذا في "العنوان"، وتوفي ثالث عشري جمادى الأولى سنةَ سبعين وتسع مئة كذا بخطَّ ولد صاحبِ العُنوان. انتهى.

٢٥٩٣ - (ت ٩٧١ هـ): محمدٌ بنُ أحمدَ الحنبليُّ.

ذكره صاحبُ "كشفِ الظنون" (٢) وقال: له كتابُ "غمز العين إلى كنز


(١) شذرات الذهب: ٨/ ٣٥٨.
(٢) كشف الظنون: ٢/ ١٢١٠.