و (١)"فتح الرَّب الحميد في أصُول العَقائد والتَّوْحيد"، و"مَجْمُوع الفَوَائد واقْتِنَاص الأوَابد"، و"المُنَاظَرة الفِقْهيَّة"، و"الدلائل القرآنيَّة في العلوم العَصْريَّة"، لا تخالف القرآن والسُّنَّة" و"التَّنْبِيهات اللَّطِيْفة على ما احتوت عَلَيْه الواسِطِيَّة من المَبَاحث المُنِيْفة"، وقد أصَابه - رحمه الله - ضَغْط الدَّم من كَثْرة أعماله، وذلك قَبْل مَوْته بخَمْس سِنِيْن، فسافرَ إلى لُبْنَان سنةَ ثلاثٍ وسبعين وثلاث مئة وألْفٍ بأمْر جَلَالة المَلِك سُعُود، وبَقِي في لُبنَان نَحْو شَهْرَيْن، حتَّى شَفاه الله، واجْتَمع فيها بِعِدَّة من العُلَماء والمُقِيْمِيْن بها، والقَادِمِيْن إلَيْها، ثُمَّ رَجَع إلى وَطَنِهِ عُنَيْزَة، واستأنف عَمَلَهُ من فَتْوَى وتَصْنيف، وتَدْرِيس وخَطَابةٍ، وغَيْر ذلك، وكانت تُنَاوبه نَوْبَة ضَغْط الدَّم في كُلِّ سنةٍ، فلمَّا كان في شَهْر جُمَادى الآخِرَةِ، سنة ستًّ وسَبْعِيْن أحَسَّ بالنَّوبَة، وفي لَيْلة الأرْبعاء الثَّاني والعِشْرِيْن من الشَّهر المَذْكُور، بَعْد فَرَاغه من صَلاة العِشاء إمامًا في مَسْجد عُنَيْزَة، وبَعْد إملائه الدَّرْس المُعْتَاد، أحَسَّ بِثِقَل، وضَعْفِ حَرَكةٍ، فأشَار إلى أحَدِ تَلامِذَتِهِ بأن يُمسِك يَدَهُ ويَذْهَب به إلى بَيْته، فلم يَصل البيتَ إلَّا وقد أُغْمِيَ عَلَيْه، ثم أفاق، وحَمَد الله وأثنى عَلَيْه، وتَكَلَّم مع أَهْلِهِ ومن حَضَرهم بكلام
(١) هناك سقط في الأصل كما هو ظاهر، فمن قوله: وفتح الرب الحميد في أصول العقائد والتوحيد … إلى آخر الترجمة يرجع إلى الشَّيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي المتوفى سنة (١٣٧٦ هـ). انظر: "علماء نجد" ٣/ ٢١٨.