للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ابنُ ناصر الدين: كان من الأئمة الحُفَّاظ المكثرين، الرحَّالين، بل كان أوحدَهم فضلًا، وأوسعَهم رحلةً، وكتابةً، ونَقْلًا. وقال ابنُ رجب: تفرَّد في وقته بأشياء كثيرة عن الأصْبَهانِيِّين، وخرَّج، واستوطن في آخر عمره حلب، وتصدَّر بجامعها، وصار حافظَها، والمشار إليه في العلم فيها في الحديث. حدَّث بالكثير من قبل الست مئة، وإلى آخر عمره. وحدَّث عنه البِرْزَالي، ومات قبله باثنتي عشرة سنة. وسمع منه الحفاظ المُقَدَّمُون، كابن الأنماطي، وابن الدُّبَيْثي، وابن نُقْطَة، وابن النجَّار، والصَّرِيْفِيني، وعمر بن الحَاجِب.

وقال: هو من الرَّحالين، بل أوحدهم فضلًا، وأوسعهم رحلةً. نقل بخطِّه المليح ما لا يدخل تحت الحَصْر، وهو طيَّب الأخلاق، مَرْضِيُّ الطَّريقة، مُتقن، ثقة حافظ. وسُئِلَ عنه الحافظ الضَّيَاء، فقال: حافظ مُفيد، صحيح السَّماع، سمع وحصَّل، صاحب رحلة وتَطْوَاف. وسُئِل الصَّرِيْفيني عنه، فقال: حافظ ثقة، عالم بما يُقرأ عليه، لا يكاد يفوته اسمُ رجل.

وقال الذَّهَبِيُّ: روى عنه خلق كثير، وآخِرُ من روى عنه إجازة زينب بنت الكمال. توفي سحرَ يوم الجمعة منتصف، وقيل: عاشر جُمادى الآخرة، سنة ثمان وأربعين وست مئة بحلب. ودفن بظاهرها. انتهى.

وذكره ابنُ رجب (١) بنحوه، وقال: له مصنفات، منها: "معجم شيوخه" عن أزْيَد من خمس مئة شيخ، و"ثمانيات في الحديث"، و"عوالي في الحديث"، و"فوائد في الحديث" وغير ذلك.

١٢١١ - (ت ٦٤٩ هـ): عبدُ اللطيف بن نَفيس بن بَوْرَنْدَاز بن الحُسَام، البغدادي، المحدِّث، المُعَدَّل، نور الدين، أبو محمد الحنبلي.

قال ابن العماد (٢): ولد في صفر، سنة تسع وثمانين وخمس مئة. وسمع من


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٢٤٤.
(٢) شذرات الذهب: ٥/ ٢٤٥.