٢٩٩٩ - (ت ١٣٥٣ هـ): الشَّيخ إبراهيم بن محمدٍ الضويان، النَّجْدِيُّ. القَصِيمِي، الرَّسِّيُّ، الحَّنبلي، هو من قبيلة آل زهير، وهم ينتسبونَ إلى قبيلةِ بني صَخْر القبيلة المشهورة.
ولدَ في بلدِ الرَّسَّ سَنةَ خمسٍ وسبعينَ ومئتين وألف، ونَشَأَ بها، وقرأ على علمائها، منهم الشَّيخُ صالحٌ بن قرناس بنِ عبدِ الرَّحمن بن قرناس القاضي في بلد الرَّس مدَّةً طويلةً، وقبل ذلك كان قاضيًا في القَصِيْم، وتوفي يوم الاثنين شهر الحجة سَنَة ستٍّ وثلاثين وثلاث مئة وألف، وانتقل إلى عدَّة بلدان لطلب العلم، منها بلد عُنَيْزَة، فقد أخذَ بها عن الشَّيخ القاضي بها عبدِ العزيز بنِ محمدٍ بنِ مانع المتوفى سَنَةَ سبعٍ وثلاث مئة وألف، وهو والد الشيخِ محمدٍ بنِ عبد العزيز بنِ مانع الموجود المعروف، ومنها بلد بُرَيْدَة فقد أخذ بها عن الشَّيخ محمدٍ بنِ عمرَ بنِ سَليم المتوفى سَنَةَ ثمانٍ وثلاث مئة وألف وغيرهم، وحصَّل واشتهر بالعلم والفضل، وفاق أقرانه، وكان متفننًا في كثير من العلوم، وكانَ مع ذلك كاتبًا مجيدًا، حسنَ الخط، يضرب المثلُ بحسنِ خطَّه، وكان سريعَ الكتابة حتَّى إنَّهُ كان يكتبُ الكراريسَ في المجلسِ الواحد، وله مكتبةٌ عظيمةٌ غالبها بخطِّ يدِهِ، وكان إليه المرجعُ في بلد الرَّس في الإفتاء والتدريس، وكانَ على جانبٍ عظيمٍ من الأخلاق الفاضلة، عابدًا ناسكًا، خاشعًا متعفِّفًا، كريمًا حليمًا، متودِّدًا إلى النَّاس، دمث الأخلاق، حلوَ المفاكهة، اجتمعت به في بُرَيْدَة مرارًا، واستفدتُ منه في مواضع عديدةٍ، وله تلامذةٌ كثيرونَ، منهم محمَّدٌ بنُ عبدِ العزيز الرشيد وغيره، وله عدةُ مصنفاتٍ في مواضيعَ مختلفةٍ تدلُّ على غزارةِ علمِه، وقوةِ فَهْمهِ، منها "رسالةٌ في أنساب أهل نجد"، و"رسالةٌ في التَّاريخ"، و"شرحُ دليل الطالب، سمَّاه "منار السبيل في "شرح الدليل"، مجلدان، و"كشف النقاب في طبقات الأصحاب" ابتداه بترجمة الإمام أحمدَ وهي في مجلدين، وغير ذلك، وتوفي رحمه اللهُ ليلةَ عيدِ الفِطْر فجأَةً سَنة ثلاثٍ وخمسين وثلاث مئة وألف، وصلَّي عليه بعدَ صلاةِ العيد. وشْيِّعَ بجمعٍ حافِلٍ رحمه الله.