وقال أيضًا: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.
وقال أيضًا: ما كتبت حديثًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا وقد عملت به، حتى مرّ بي في الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى أبا طيبة دينارًا، فأعطيت الحجام دينارًا حين احتجمت.
وسئل عن الوسواس والخطرات فقال: ما تكلم فيها الصحابة والتابعون.
وأما تعظيمه لأهل السنّة والنقل:
فقيل لأحمد بن حنبل: إن ابن أبي قُتيلة بمكة ذُكر له أصحاب الحديث فقال: قوم سوء، فقال أحمد: زنديق زنديق زنديق، وقام وهو ينفض ثوبه ودخل بيته.
وقال أيضًا: من عَظَّم أصحاب الحديث تعظم في عين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن حقَّرهم سقط من عين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأن أصحاب الحديث أحبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقيل لأحمد: من مات على الإِسلام والسنّة مات على خير؟ فقال أحمد: بلى، مات على الخير كلِّه.
وقيل لأحمد: أين نطلب البُدلاء؟ فسكت ساعة ثم قال: إن لم يكن في أصحاب الحديث فلا أدري.
ورأى أحمد أصحاب الحديث وقد خرجوا من عند محدِّث، والمحابر بأيديهم، فقال: إن لم يكونوا هؤلاء الناسَ فلا أدري مَنِ الناس؟! وقيل: أيما أحب إليك، الرجلُ يكتب الحديث، أو يصوم ويصلي؟ قال: يكتب الحديث. فقيل: من أين فضلت كتب الحديث على الصوم والصلاة؟ قال: كيلا يقول قائل إني رأيت قومًا على شيء فتبعتهم.
وقال أيضًا: من رَدَّ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو على شفا هلكة.
وأما إعراضه عن أهل البدع ونهيه عن كلامهم وقدحه فيهم.
فقد جاء الحزامي إلى أحمد بن حنبل وكان قد ذهب إلى ابن أبي دؤاد، فلما