للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المجلد، وأخذَ الحديثَ والتصُّوفَ عنِ الأُستاذِ الشَّيخِ عَبد الغَنِي النَّابُلُسي، وحضرَ دروسَ الحَديثِ تحتَ القُبَّة على الشَّيخِ يُونسَ المِصريِّ نزيلِ دمشقَ، وأخذَ الفَرائضَ والحِسابَ عن الشَّيخ محمد الخَلِيلي الدِّمشقِيِّ، وصارَتْ لَهُ المَلَكَةُ التَّامَّةُ في الفِقه، وكانَ شيخًا صالحًا، حسنَ السِّيرَة، سالمَ السَّريرَة، وكانَتْ وفاتُه بدمشقَ، سنةَ إحدى وسِتِّينَ ومئة وألف. انتهى.

٢٦٩٩ - (ت ١١٦١ هـ): عبدُ الله بنُ أحمد بن محمد بنِ عُضَيب، النَّاصِريُّ، التَّميميُّ نسبًا، النَّجديُّ مَولِدًا ووطنًا، الفَقيهُ الحنبلي.

ذكره صاحِبُ "السُّحب الوابِلَة" (١)، وقال: وُلدَ في قريةٍ من قُرى سُدَيْر مِن بُلدانِ نَجدٍ، ونشأ بها، وقرأَ على علَّامةِ نَجدٍ ذلك الوَقت أحمد بن محمد القُصَيِّر، وعلى غَيرِهِ، فمهرَ في الفِقه والفَرائِض مهارةً كُلَّيَّة، وشاركَ في بقيَّةِ الفُنون، لعدَمِ من يُحقِّقُها في تِلك الجِهات، فصارَ يتبع الغُرباءَ من سائر الأجناسِ، ويقرأ على من وجدَ أيَّ فنٍّ عندَه حتَّى يستفيدَه مِنه، حتَّى إنِّي رأيتُه كتبَ "شرح التَّهذيب" في المَنطِق، وكتبَ عليه هَوامشَ تدلُّ على أنَّه قرأ فيه، ولكن كانَ جُلُّ اهتمامِهِ للفِقه، ثم ارتحلَ إلى المِذْنَب من قُرى القَصِيم، فبنى بها مَسجدًا، وحَفَر فيها بِئرًا وَقَفَها، فصَادَفَ أنَّ ماءَها أعذبُ ما في البَلَد، فصارَتْ مَورِدَ أهلِ البَلَد إلى الآن. وقاسَى فقرًا وشِدَّةً، ولم يَمنَعْهُ ذلك عن التعلُّمِ والنَّسخِ، وفِعلِ الخَيرِ، ثم رَغِبَ أميرُ عُنَيْزَة وأهلُها في استِجلابِهِ إلى بلدهم، فركَبُوا إليه، وأَتَوْا به، فأوقفَ بعضُ المُحبِّين للخير بيتَهُ ليُدرِّسَ فيه الشَّيخُ، فنشرَ العِلمَ في عُنَيزَةَ، وحَثَّ النَّاسَ على التعلُّم، ورغَّبهُم فيه، وأعانَ الطَّلبةَ بمالِهِ وكُتبهِ، وما يَقدِرُ عليه، وأشارَ على كُلِّ منهُم بكتابةِ كتابٍ في الفِقه غالبًا. واشتغلَ عليه خَلقٌ من أهلِ عُنَيزَة، منهم: الشَّيخُ صالح بنُ عَبد الله الصائغُ، والشَّيخُ عبد الله بنُ أحمد بنِ إسماعيل، والشَّيخُ حميدان بن تِركيِّ، وأخوه الشَّيخُ منصورُ، والشَّيخُ محمد بنُ إبراهيم أبا الخَيل، والشَّيخُ سُلَيمانُ بنُ عَبد الله بنِ زامِل قاضِي عُنَيْزَة وخَطيبُها، والشَّيخ محمد بنُ عليِّ بن زامل


(١) السحب الوابلة: ٢/ ٦٠٣.