للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إحدى وسبعين ومئتين وألف، وتَرَبَّى على يد والده فهذَّبَه، وأدَّبَه، وأقرأه القرآن حتَّى حَفِظَهُ، وقرأ عليه في جملةٍ من المختصرات من مؤلفاتِ الشَّيخ محمدٍ بنِ عبدِ الوَهَّاب في التَّوحيد وغيره، وقرأ على علماء بلده، فأخذ عن الشَّيخ عليًّ بن عبدِ الله بنِ عيسى، وأحمدَ بنِ عيسى المشهور، والشَّيخ سليمانَ بنِ عبد الرَّحمن بنِ عثمانَ بنِ غيهب حتَّى بَرَع، وحَصَل له إدراكٌ تامٌّ، وتصدى للتدريس فانتفع به طَلَبةُ العلم في بلدِهِ فممن أخذ عنه ابنُهُ عبدُ العزيز، وعبدُ الله بنُ محمَّد أبا بطين، ومحمدٌ بنُ علي البينر، وعبدُ الله بن جاسر، وعبدُ الرَّحمن بن عودان، ومحمدٌ البصيري وغيرهم، ولما استعفى الشَّيخُ محمَّدٌ بنُ عبدِ اللطيف من قضاءِ الوَشم عَيَّنَه الإمامُ عبدُ العزيز قاضيًا بَدَلَهُ، فكَانَ محمودَ السيرةِ في أحكامِهِ، محبوبًا عند أهلِ بلده يُجِلُّوْنَه، وبقي في وظيفة القضاء إلى أنْ توِفيَ، تَمَرَّضَ عشرينَ يومًا، وتوفيَ تاسعَ عشر شَوَّال سَنَةَ اثنتين وخمسين وثلاث مئة وألف، وتَوَلَّى تغسيْلَه أَوْلَادُهُ، وصلِّي عليه في جامع شَقْرَا، وأمَّ النَّاسَ في الصلاةِ عليه ابنُه عبدُ العزيز، وشَيَّعَه أعيانُ ووجهاءُ البلدة، وتأسَّفَ النَّاسُ لِفقدِهِ، ودُفِنَ في مقبرة شقرا، ورثاه الحيدي بقصيدةٍ رحمه الله. انتهى.

ووجدت ترجمتَهُ بخطِّ ابنِهِ عبدِ اللطيف بنحوه إلَّا أنَّهُ قال: ولد في بلد عُنيزة، وانتقل به أبوه صغيرًا إلى شقرا، وأَنَّهُ حفظ القرآن عن ظهر قلبه وهو ابن اثنتي عشرة سَنَة، وأَنَّهُ أخذَ العلم عن الشَّيخ محمَّد بن محمود، وأنَّ تلامذته كثيرون منهم أولادُهُ عبدُ العزيز، ومحمدٌ، وعبدُ اللطيف، وصالحٌ، والشَّيخ عبدُ الله بنُ حمد الدوسري، وعمرُ بنُ عبد العزيز أبا بطين، وأنَّه تولَّى القضاءَ في ناحيةِ الوشم سَنَةَ سبعٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف إلى حين وفاتِهِ رحمه الله.

٢٩٩٦ - (ت ١٣٥٢ هـ): الشَّيخُ عبدُ الله بنُ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ العجيريُّ، النَجْديُّ، الحَنْبليُّ، الأديب.

تقدمت ترجمةُ والده سَنَةَ ستًّ وثلاثين وثلاث مئة وألف، وكان والدُه قاضيًا في بلد حوطة بني تميم نحو خمس سنين، وولد المتَرْجَمُ بها، وحفظ القرآن، وقرأ على أبيه وغيره، وتميَّزَ في الأدب، وقوةِ الحافظة، بحيث إنَّهُ امتازَ بذلك على جميع معاصريه، وكثير ممن تقدمه، وامتازَ أيضًا بمعرفة وقائع