بجامع المنصور. توفي سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة. انتهى.
٦٨٧ - (ت ٤٤٤ هـ): الحسن بن علي بن محمد البغدادي، أبو علي بن المُذْهِب، الواعظ الحنبلي، راوية المسند.
قال الذهبي (١): هو المحدث العالم الواعظ المعمر، أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن وَهْب بن شِبْل بن فَرْوَة، التميمي البغدادي، ابن المُذْهِب. ولد سنة خمس وخمسين وثلاث مئة، وتوفي سنة أربع وأربعين وأربع مئة. روى عن القَطِيعي "مسند أحمد" بأسره، وكان سماعه صحيحًا، إلا في أجزاء منه، فإنه ألحَقَ فيها سماعه، وكان يروي عن كتاب "الزهد" لأحمد، ولم يكن له به أصل، وإنما كانت النسخة بخطه، وليس بمحل للحجة. قال ابنُ نقطة: قول الخطيب: كان سماعه صحيحًا إلا في أجزاء، فلم يُنبّه الخطيب عليها، ولو فعل لأتى بالفائدة.
قال الذهبي: وقد ذكرنا أن مُسنَدَي فَضَالة بن عُبيد، وعوف بن مالك، لم يكونا في كتاب ابن المُذْهِب، وكذلك أحاديث من مسند جابر، لم توجد في نسخته، رواها الحرَّاني عن القطيعي، ولو كان الرجل يلحق اسمه كما زعم الخطيب، لألحق ما ذكرناه أيضًا. ثم إن الخطيب قد روى عنه من "الزهد" أشياء في مصنفاته. قال شُجَاع الذُّهلي: كان ابن المذهب شيخًا عَسِرًا في الرواية، وسمع الكثير، ولم يكن ممن يُعتَمَدُ عليه في الرواية، كأنه خلَّط في شيءٍ من سماعه. وقال أبو الفضل ابن خَيْرون: حدَّث "بالمسند" و"بالزهد" وغير ذلك، سمعت منه الجميع. وقال الخطيب: روى ابن المذهب عن القطيعي حديثًا لم يكن سمعه منه. قال الذهبي: قلت: لعله استجاز روايته بالوِجَادة، فإنه قرن مع القطيعي أبا سعيد الحُرْفي، قالا: حدثنا أبو شُعيب الحرَّاني، ثم قال: وحدَّثنا عن الدارقطني، والورَّاق، وأبي عمر بن مهدي، عن المحاملي بحديثٍ، فقلت له: لم يكن هذا عند ابن مهدي، فضرب على ابن مهدي.