٢٨٩٣ - (ت ١٣١٤ هـ): محمد مراد بنُ محمدٍ بنِ حسن الشطي، الدِّمَشْقي، الحنبليُّ.
ذكره ابنُ الشَّطي في "مختصره"(١) وقال: هو الأديب الأريب، والشابُّ النجيبُ، العالمُ المتفننُ، الكاتبُ المُجيدُ، جمعَ بين العلوم الدِّيْنِيَّة والفنونِ العصرية، ولد بدمشقَ يوم الثلاثاء، ثامن رجب سَنَةَ تسعٍ وثمانين ومئتين وألف، ونشأ في حجر والده وعمه، وتأدَّبَ بأدابهما، وقرأ وكتب، وهو دون عشر سنين، ثم دخل المدرسة الجقماقية، وهي يومئذٍ من مدارس الحكومة المنوه بها، فحاز فيها ما حاز، وفاز منها بما فاز، ونال الشهادةَ سَنَةَ خمسٍ وثلاث مئة وألف مقرونةً بجائزةٍ ثمينة، ثم لازَمَ بعضَ دوائِرِ الحكومةِ واستقرَّ في كتابةِ الدَّفتر الخاقاني بدمشق مشتغلًا مع ذلك بالقراآت، والكتابة، فحضر دروسَ والدِهِ وعمِّهِ في الفِقْهِ والفرائض، والحساب والهندسة، وغير ذلك، وأجازاه خاصة وعامة، وأخذ الحديث عن العلاقة الشَّيخ بكري العطَّار وأجازه، وبدر الدين المغربي، والمنطق والمعاني والبيان عن الشَّيخ عمرَ العطار، وكتب له إجازةً سَنَةَ ثمانٍ وثلاث مئة وألف، والنَّحو، والصرف عن الشيخين محمد العطَّار، ورشيد سنان، وعلم الهيئة، والربع المجيَّب عن الشيخ حسين موسى، والجبر والمقابلة عن الشَّيخ محمد الطيبي، ولازم أخيرًا الشيخَ طاهرَ الجزائري، وانتفع به كثيرًا، وأثنى عليه، وأجازه بـ "تيسير الوصول إلى جامع الأصول"، وبغيره، وكان عارفًا باللغتين الفارسية والتركية، وكان له الباعُ الطويلُ في الخطِّ من نسخ، وتعليقٍ، وكوفي، أخذها عن الفاضل ناظم بك نزيل دمشق، ومصطفى أفندي السِّباعي، وكتب بخطه كتبًا عديدةً، وألَّفَ رسائلَ لطيفة" منها "كشف المغيب في العمل بالرُّبع المجيب"، و"تحفة النُّسَّاك في فضائل السواك"، و"الكواكب المتقابلة في الجبر والمقابلة"، ومسودات تاريخية، ومكاتبات أدبية، وله أشعار رائقة، وكان تَقيًا ورعًا، له غيرةٌ دينيةٌ، وحمية وطنية، ولم يتزوج، وتوفي يومَ الثلاثاء عاشر ذي القعدة سَنَة أربع عشرة وثلاث مئة وألف، ودفن بالمقبرة الذهبية في دمشق. انتهى ملخصًا.