مُستقيمًا على حَالتِهِ، إلى أن ماتَ، وكانَتْ وفاتُه سَنةَ خَمسٍ وخَمسينَ ومئة وألف. انتهى.
٢٦٩٥ - (ت ١١٥٥ هـ): عليُّ بن عَبد الجَليل بن إبراهيم، الدِّمشقي، الصَّالِحيُّ، الشَّهيرُ بالبَرادِعيِّ، الحَنبليُّ.
ذكره المُرادي في "سِلك الدُّرر"(١) وقالَ: هو العالِمُ الإمامُ، النُّخبة النِّحرير، العُمدَة، الواعِظُ الهُمام، الأوحَد، أبو الحَسَن، نورُ الدِّين. وُلدَ بصَالِحيَّةِ دِمشقَ، ونشأ بها، وتلا القُرآنَ العَظيمَ، ثم طلبَ العِلمَ، فأخذَ عن مشايخَ كثيرينَ، كالشَّيخِ أبي المَواهِب الحَنبليَّ، وتلميذِهِ الشَّيخِ عَبد القادِرِ التَّغلِبيَّ، والشَّيخ محمد الكابُلِيِّ، والعارفِ الشَّيخ عَبد الغَني النَّابُلُسِي، ولازمه، وحضرَ دروسَه في "تَفسير القاضِي البَيضَاوِي"، وقرأ على السَّيِّد إبراهيمَ بنِ محمد بنِ حَمزة في الحديثِ والمَعقولات، وانتَفَعَ به كثيرًا، وأخذ عن المُلَّا إلياس الكُوراني، والشَّيخِ إسماعيل اليازَجيِّ، ونَبُلَ وفضَلَ، وتقدَّمَ على أقرانِهِ بالعِلم والعَمل، ودرَّس في العُمَريَّة وفي دارِهِ، وأقرأ الحَديث في الجامِع الجَديد بصالِحيَّة دمشقَ، وكانَ له مجلسُ وَعظٍ تحتَ القُبَّة عندَ باب المَقصُورَة بعدَ صَلاةِ الجُمعة، لا يتركُه صَيفًا ولا شتاءً. ووَليَ خَطابةَ جامعِ سنان باشا، وإمامةَ المَدرسةِ العُمريَّة، وكانَ يَجتمعُ على وعظِه الخَلقُ الكَثيرُ من النَّاس، وسَمِعَهُ غالبُ مَنْ في الجامعِ، وكانَ إذا قرأ العِبارةَ يَحفظُها من مرَّةٍ واحدة، ولا تَغيبُ عَنه لِشدَّةِ حِفظِه، ولمَّا توفي شَيخُهُ الأستاذُ الشَّيخُ عَبدُ الغَني النَّابُلُسي، تولَّى غسلَه بِيَدِهِ وكَفَّنه وآواهُ التُّرابَ بوصيَّةٍ من الأُستاذِ بذلك، وبالجُملَة فقد كانَ المُترجَمُ من أعيانِ العُلماء، وخاتِمةِ الوُعَّاظ بدمشقَ، ولم يزلْ على طَريقَته المُثلَى، وحالَته الحَسَنة إلى أن توفِّي في سابعَ عشرَ ذي الحجَّة، سَنةَ خَمسٍ وخَمسينَ ومئة وألف، وصُلَّي عليه في جامع السليمية، ودُفِنَ بسَفْحِ جبلِ قاسِيُون في الرَّوضَة. انتهى.
٢٦٩٦ - (ت ١١٥٧ هـ): عبد الرحمن الدمشقي، الحنبلي، نزيل حلب.