للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وابن البخاري، وآخرون. وتوفي ليلة الاثنين، تاسع شوال سنة ثلاث عشرة وست مئة، ودفن بسَفْح قاسيون.

قال الحافظ الضياء: قال بعضهم كُنا نقرأ عنده ليلة مات، فرأيت على بطنه نورًا مثل السراج. انتهى.

وذكره ابن رجب (١) وقال: خرَّجَ تخاريج "كالأمالي" وجدتُ منه الجزءَ التاسع والأربعين.

١٠٨٣ - (ت ٦١٤ هـ): إبراهيم بن عبد الواحد المَقْدِسي، أبو إسحاق، عماد الدِّين أخو الحافظ عبد الغني.

قال ابن العماد (٢): ولد بجَمَّاعِيْل، سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة، وهاجر سنة إحدى وخمسين مع أقاربه، وسمع من عبد الواحد بن هلال وجماعة، وببغداد من شُهْدة، وصالح بن الرحلة، وبالمَوْصِل من خطيبها، وحفظ "الخِرَقي"، و"الغريب" للعزيزي، وألقى الدُّروس، وناظر واشتغل، وقرأ القراآت على أبي الحسن البَطَائِحي، وكان متصدِّيًا لإِقراء القرآن والفقه وَرِعًا تقيًا، متواضعًا سَمْحًا، مِفْضالًا صَوَّامًا قوَّامًا، صاحب أحوال وكرامات، موصوفًا بطول الصلاة. قال الشيخ الموفق: ما فارقته إلَّا أن يسافر، فما عرفته أنه عصى الله بمعصية.

وقال الحافظ الضياء: كان عالمًا بالقرآن والنحو والفرائض، وغير ذلك من العلوم، وكان من كثرة اشتغاله وأشغاله، لا يتفرَّغُ للتصنيف، وكان يشغل بالجبل إذا كان الشيخ موفق الدين بالمدينة، فإذا صَعِد الموفق نَزَل هو فأشغل بالمدينة، وكان يشغل بجامع دمشق من الفجر إلى العشاء، لا يخرج إلَّا إلى ما لا بدّ منه، يُقرئ القرآن، والعلم، فإذا لم يبق له مَنْ يشتغل عليه، اشتغل بالصلاة، وكان داعيةً إلى السُّنَّة، وتعلَّم العلم والدين، ما أعلم أنه أَدخل نفسه في شيء من أمر الدنيا،


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٩٠.
(٢) شذرات الذهب: ٥/ ٥٧.