للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النِّساء عَجيبة. وأجاز له ابنُ مَنِيْنا وغيرهُ. وبرعَ في العربية، والقراآت، والفرائض، وغير ذلك. وانتفع النّاسُ به في هذه العُلوم. وصنَّف فيها التَّصانيف الحَسَنة. قال إبراهيمُ الجعبريّ: هو جمَّاعةٌ لعلوم القرآن، قرأتُ عليه كُتبًا كثيرةً في ذلك. وقال الذهبي: كان مُقرئ بغداد، عارفًا باللغة والنَّحو، بَصيرًا بعلل القراآت، مُتصدِّيًا لإِقرائها، دخل دمشقَ ومصر، وسمع من شُيوخِها، جَمَّ الفَضائل، لا يتقدَّمُه أحدٌ في زَمانِه في الإِقراء. توفي يوم الجمعة، تاسع عشري صَفر، سَنة إحدى وثَمانين وستِّ مئة ببغداد، ودفن بباب حرب. انتهى.

وذكره ابنُ رجب (١)، وقال: له مصنفات، منها: كتاب "الشافي في القراآت العشر"، و"قصيدة في التجويد" وشروحها، و"شرح كتاب التَّلقين" لأبي البقاء العُكْبَرِيّ، في النحو. وذكر ابنُ رجب أنَّ وفاته سَنة اثنتين وثمانين وستّ مئة.

وذكره ابنُ الجَزَرِيّ في "طبقات القرّاء" (٢)، وذكر له من المُصَنَّفات غير ما تقدَّم، كتاب "النِّهاية"، وكتاب "التأييد"، وأرَّخ وفاته سنة إحدى وثمانين.

١٢٩٣ - (ت ٦٨٢ هـ): عبدُ الحَليم بنُ عبد السَّلام بن عبد الله بن تيميَّة، الحرّاني، نزيل دمشق، الحنبلي، أبو المحاسن، وأبو أحمد بن المجد، والدُ شيخ الإِسلام؛ تقي الدِّين.

قال ابنُ العماد (٣): ولد سنة سبع وعشرين وستِّ مئة بحرَّان، وسمع من والده وغيره، ورحل في صِغَره إلى حلَب، فسمع بها من ابن اللَّتِّي، وابن رَواحة، ويوسف بن خَليل، ويَعيش النَّحوي، وغَيرهم. وتفقَّه بوالده، وتفنَّن في الفَضائل. قال الذَّهبي: قرأ المذهب حتى أتقنه على والده، ودرَّس وأفتى، وصنَّف، وصار شيخَ البلد بعدَ أبيه، وخطيبَه وحاكمَه. وكان إمامًا مُحقِّقًا، كثيرَ الفنون، له يدٌ طُولى في الفرائض، والحساب، والهيئة. ديِّنًا مُتواضعًا، حسنَ الأخلاق، جَوادًا، من حَسنات


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٣٠٢.
(٢) غاية النهاية: ٢/ ٣٩٤.
(٣) شذرات الذهب: ٥/ ٣٧٦.