للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المكارم، حسن الخُلُق والخَلْق، مزجي البضاعة من العلم، توفي ليلة الجمعة، رابع عشر ربيع الأول، سنة تسعٍ وسبع مئة، ودفن بكرةَ الغَدِ بالقَرَافة. انتهى.

١٤٢٩ - (ت ٧٠٩ هـ): محمَّد بن أبي الفتح بن أبي الفضل، البَعْلي الفقيه الحنبلي، المحدَّث النحوي اللُّغَوي.

قال ابن رجب (١): هو شمس الدين أبو عبد الله، ولد سنة خمسٍ وأربعين وست مئة، قاله الذهبي، وقال غيره: في أول سنة أربعٍ وأربعين بِبَعْلَبَكَّ، وسمع بها من الفقيه محمَّد اليُونِيْني، وبدمشق من إبراهيم بن خليل ومحمد بن عبد الهادي، وابن عبد الدائم، وعمر الكرماني، وابن مهير البغدادي صاحب ابن بَوْش، وجماعة من أصحاب الخُشُوعي، وابن طَبَرْزَد وطبقته، وعني بالحديث، وطلب، وقرأ بنفسه، وكتب بخطه، وتفقه على ابن أبي عمر وغيره، حتى برع وأفتى، وقرأ العربية واللغة على ابن مالك، ولازمه حتى برع في ذلك، وصنف تصانيف، وعلق تعاليق كثيرةً في الفقه والنحو، وتخاريج كثيرةً في الحديث، يروي فيها الحديث بأسانيده، وتكلم على المتون من جهة الإِعراب والفقه، وغير ذلك، وخرج لغيره أيضًا، وأمَّ بمحراب الحنابلة، بدمشق بجامعها مدة طويلة، ودَرَّس به بحلْقة الصَّالح بن صاحب حمص، ودَرَّس بالصَّدْرية، فأظنه دَرَّس الحديث بها وأعاد بمدرسة الحنابلة، وغيرها من المدارس، ودَرَّس بالحنبلية وقتًا، وأفتى زمنًا طويلًا، وتصدى للإِشغال وتخرج به جماعة وانتفعوا به. قال الذهبي: كان إمامًا في المذهب، والعربية والحديث، غزير الفوائد متقنًا، صنف كتبًا كثيرةً مفيدةً، وكان ثقةً صالحًا، متواضعًا، على طريقة السلف، مطرحًا للتكلف في أموره، حسن البشر، حدثنا بدمشق وبَعْلَبَكَّ، وطَرابُلُس. وتوفي بالقاهرة، في ثامن عشر المحرم، سنة تسع وسبع مئة، وذلك بعد دخوله إياها بدون شهر، وكان زار القُدس، وسار إلى مصر ليُسمِع ابنه، ويطلب له مدرسته وزيادة رزق، وذكر في "تاريخه" أنه توفي ليلة السبت، وقت العشاء بالمدرسة المنصوريَّة بمارستانها، ودُفن عند الحافظ عبد الغني بالقَرَافة. انتهى.


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٣٥٦.