للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يكن سماعه فيه، فغمزُوه لأجل ذلك، وإلا فهو ثقة.

وتعقَّب الذهبيَّ ابنُ حجر في "اللسان" (١) فقال: قلت: إنكار الذهبي على ابن الفرات عجيب، فإنه لم ينفرد بذلك، فقد حكى الخطيب في ترجمة أحمد بن أحمد المُسَيَّبي يقول: قدمت بغداد وأبو بكر بن مالك حيٌّ، وكان مقصودنا درس الفقه والفرائض، فقال لنا ابن اللبَّان الفَرَضِي: لا تذهبوا إلى ابن مالك فإنه قد ضعف واختلَّ، ومنعت ابني السماع منه، فلم نذهب إليه.

قال ابن حجر: كان سماع أبي علي بن المُذْهِب منه لـ "مسند أحمد" قبل إختلاطه، أفاده شيخنا أبو الفضل ابن الحسن، والحكاية التي حكاها ابن الصلاح عن ابن الفرات قد ذكرها الخطيب في "تاريخه" عنه، والعجب من الذهبي يَردُّ قول ابن الفرات، ثم يقول في آخر ترجمة الحسن بن علي التَّمِيْمي الراوي عن القَطِيْعي ما سيأتي. انتهى.

قلت: يشير ابن حجر إلى قول الذهبي هناك. قلت: الظاهر من ابن المُذْهب أنه شيخ ليس بمتقن، وكذلك شيخه ابن مالك، ومن ثم وقع في "المسند" أشياء غير مُحْكَمة المتن ولا الإسناد. والله أعلم.

قلت: وكذا قال شيخ الإِسلام ابن تيمية في ردَّه على الرافضي فإنه قال: ليس في "مسند أحمد" حديث موضوع، والأحاديث الموضوعة التي فيه هي من زيادات القَطِيعي.

وقد ذكر القَطِيعي هذا غير واحد فلنكتف بهذا القدر. والله أعلم.

٦٢٦ - (ت ٣٦٩ هـ): إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حمدان بن شاقْلا، أبو إسحاق البزَّاز الحنبلي.

قال النابلسي (٢): هو جليل القدر، كثير الرواية، حسن الكلام في الأصول


(١) لسان الميزان: ١/ ١٤٥.
(٢) مختصر طبقات الحنابلة: ٣٤٠.