للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ضخام، وغالبُ استمدادِهِ فيه من كتاب "الفروع" لابن مفلح، وبالجملة فقد كان منفرِدًا في علم المذهب، توفي سنة اثنتين وسبعين وتسع مئة. انتهى.

وله "مختصر التحرير" في الأصول اختصر به "تحرير المَرْدَاوي"، و"تلخيص المقاصد الحسنة" للسَّخاوي.

٢٥٩٨ - (ت ٩٨١ هـ): شمس الدين محمدٌ الفارضي القاهِري، الحنبلي الشاعر، المشهور الإمام، العَلَّامَة.

ذكره ابنُ العماد (١) وقال: قال في "الكواكب": أخذ عن جماعةٍ من علماءِ مِصْر، واجتمع بشيخ الإسلام الوالد حين قَدِمَ القاهرة سَنَة اثنتين وخمسين وتسع مئة، وكان بدينًا، سمينًا فقال الوالد يداعبه:

الفارضيُّ الحنبليُّ الرَّضي … في النَّحو والشَّعْرِ عديمُ المثيل

قيل ومَعْ ذا فهو ذو خِفَّةٍ … فقلت كلا بل رزينٌ ثقيل

واستشهد الشيخُ العلقمي بكلامه في "شرح الجامع الصغيرَ" فمن ذلك قولهُ في معنى ما رواه الدَّيْنَوَريُّ في المجالسة والسَّلَفي في بعض تخاريجه عن سفيان الثوري قال: أوحى اللهُ تعالى إلى موسى عليه السلام: لأَنْ تُدْخِلَ يَدَكَ إلى المنكبين في فم التنين خيرٌ من أنْ ترفَعَها إلى ذي نعمة قدْ عالجَ الفقر.

إدخالك اليَدَ في التَّنَّيْنِ تدخلُها … لمرفقٍ منكَ مُسْتَعدٍ فيقضمها

خيرٌ من المرء يُرجى الغنى وله … خصاصةٌ سبقت قد كان يسنمها

ومن بدائع شِعْرِهِ:

إذا ما رأيتَ اللهَ للكل فاعلًا … رأيتَ جميعَ الكائنات مِلاحًا

وإنْ لا ترى إلَّا مضاهي صُنْعَهُ … حُجِبْتَ فصيَّرتَ المساءَ صباحًا

ومن محاسِنهِ أيضًا أنَّهُ صلَّى شخصٌ إلى جانبه ذات يوم فخفف جدًا فنهاهُ فقال: أنا حنفي، فقال الفارضي:


(١) شذرات الذهب: ٨/ ٣٩٣.