للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

معاشر النَّاسِ جمعًا حسبما رَسَمَتْ … أهل الهدى والحجا مِنْ كل مَنْ نبها

ما حرَّم العلم النُّعمانُ في سَنعدٍ … يومًا طُمَأنِينَةً أصلًا ولا كَرِهًا

وكونُها عندَه ليستْ بواجبةٍ … لا يوجبُ الترك فيما قرَّر الفُقَها

فيا مُصِرًّا على تفويتها أبدًا … عُدْ وانتبه رحمَ اللهُ الذيَ انتبها

انتهى ملخصًا.

وأخذَ عن الفارضي كثيرٌ من الأجِلاء منهم العَلَّامَةُ شمسُ الدين محمدٌ المقدسيُّ العلم، مدرَّسُ القصاعية بدمشق، وأنْشدَ له، وذكر أنَّ القاضي البَيْضَاويَّ خَطَّأَ مَنْ أدغم الرَّاء في اللام ونَسَبَه إلى أبي عمرو:

أنكر بعضُ الورى على مَنْ … تُدْغَمُ في اللَّامِ عَنْهُ راءُ

ولا نُخَطَّي أبا شُعَيبٍ … واللهُ يَغْفر لِمن يَشاءُ

وله أيضًا:

ألا خُذْ حِكمة مِنَّيْ … وخَلَّ القيلَ والقَالا

فسادُ الدين والدنيا … قَبُولُ الحاكمِ المالا

وقال يرثي الشيخ مغوش التونسي لما مات بمصر:

تَقَضَّى التونسيُّ فقلت بيتًا … يُرَوَّحُ كلَّ ذي شَجَنٍ ويُؤْنِسْ

أتوحشنَا وتؤنسُ بطنَ لحدٍ … ولكن مثلَ ما أوحَشْتَ تُؤنِسْ

وتوفي سنة إحدى وثمانين وتسع مئة. انتهى.

وذكره ابنُ الشطي في "مختصره" (١) وقال: هو الشاعرُ المشهورُ الذي لم تَسْمَحْ بمثلهِ الدُّهورُ شيخُ أهلِ الأدب، ومَنْ أتتهُ الرَّشاقة والرَّقَةُ مِنْ كلَّ حَدَبٍ، مركزُ الفَصَاحة والبَلَاغة، وأحدُ الأفراد في جودة السَّبْك والصَّياغة، فهو في هذا الشَّأنِ المشارُ إليه بالبَنَان، والمضاهي لقسًّ وسَحبَان، ثم ساق كلام الغزَّي المتقدم ثم قال: قد اطلعتُ لصاحِبِ الترجمةِ على منظومة في الفرائضِ على


(١) مختصر طبقات الحنابلة: ٩٧.