للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والقاضي أحمد بن أحمد بن محمد بن علي الشَّوْكاني، وحَسَن بن عبد الباري الأهدل، وغيرهم، وأخذته أيضًا من طريق علماء الهند عن المولوي وحيد الزمان القاضي في حيدر آباد الآن اتفقت به في دهلي، وقرأتُ عليه أوائل "الصحيحين"، ورأيتُ بخط صاحب التَّرْجَمة على حاشية "بلوغ المرام" ما نصُّه: قدمت بلد يكلي شهر وافدًا على الشَّيخ العالمِ، العامِلِ، المُحدِّثِ، محمدِ الهاشميِّ الجعفريِّ، القاضي الزينبيِّ، خامس جمادى الثانية سَنةَ عشر بعد الثلاث مئة وأَلْف، فأوَّلُ حديثٍ سمعتُه منه الحديث المسلسل بالأوَّلية قرأه عليَّ على عادةِ المحدثين الأطهار، وقرأت عليه هذا السند، يعني المذكور في مقدمةِ نسخةِ "بلوغ المرام" المطبوعة في الهند المتصل إلى الحافظ ابنِ حجر، ورأيتُ على هامش الكتاب المذكور ما نصُّهُ: وقد وهبته يعني كتاب "بلوغ المرام" العالِمَ الفاضلَ، سلالةَ الكرام، وبقيةَ العظامُّ الشيخَ إسحاقَ بنَ عبدِ الرحمن بن حسن بنِ محمد بنِ عبد الوَهَّاب النَّجْدي، على سبيل المناولة، وقد قرأ عليَّ من أوَّله فأجَزْتُه أَنْ يرويه عَنِّي مع جميع مروياتي إذا صَحَّ وثبت عنده، فإنَّه أهلٌ لذلك، ولم اشترط عليه شرطًا إلَّا الدعاءَ بحُسْنِ الخاتمة، وكان ذلك حينَ اجتماعي به في وطن يكلي شهر في جمادى الآخر سَنةَ عشرٍ وثلاث مئة وألف بعد الهجرة، وصلَّى اللهُ على محمد وآله وسلَّم، وكتبه محمد المدعو بشيخ عبد العزيز الهاشمي الجَعْفَري بخطِّه وعليه ختْمُه. ثم إنَّ المترجَم لمَّا عاد إلى وطنِهِ اشتغلَ بالتدريس والإفادة، وقُصِدَ من أطراف نجد للأخذ عنه، فنَفَعَ اللهُ بِهِ، أقام على ذلك مدَّةٌ إلى أنْ وافاه الأَجَلُ المقدَّرُ. قال شيخُنا عبدُ الله بنُ عبد العزيز العنقري عفا الله عنه: توفيَ الشيخُ إسحاقُ في اليوم التاسع والعشرين من شهرِ رَجَب سَنَة تِسعَ عشرةَ وثلاث مئة وألف، وكُسِفَت الشمسُ يومَ موتِهِ، وازدحمَ النَّاسُ على نعشِهِ، وكان الجمع كثيرًا وتأَسَّفَ الناسُ لفقده رحمه الله، وله من الولد عبدُ الرَّحمن، وبنت، ورُثِي بمراثٍ وله تصانيفُ انتهى.

قلت: من تصانيفه "الجوابات السمعيات في الرد على الأسئلة الروافيات"، أجاب بها على أسئلةٍ سألها عبدُ الله بنُ أحمدَ الرواف القصيمي.

٢٩٠٢ - (ت ١٣١٩ هـ): عبد الغني بنُ ياسين اللبدي، الحنبلي.