ثم ارتحلت في رمضانَ سَنة تسعٍ وثلاث مئة وألف إلى بهوبال، فقرأتُ فيها على الشَّيخ حسين بن محسن الأنصاري وحصل لي منه الإقبال والقبول، وقرأتُ عليه في الفُروع والأصول، وحصل لي منه القراءة والإجازة، قال الشَّيخ سليمانُ المذكور: أجازَهُ أوَّلًا إجازةً مختصرةً لمَّا أراد الرُّجوعَ إلى وطنه لأنَّهُ كان على ظهر سير ثم التمسَ منه بمعرفةِ بعض الأصحاب الإجازة العَامَّة الشَّاملة فأجابه إلى ذلك، وذكر في إجازته العامَّةِ الأخيرةِ أنَّهُ وَفَد إليَّ في بلدة بهوبال، وأخذ من علم الحديث بحظ وافرٍ وقال: قد أجزتُ الولد العلامة إسحاقَ بنَ عبدِ الرَّحمن بنِ حسن بنِ الإِمام محمد بنِ عبد الوَهَّاب مَتَّعَ اللهُ بحياته إجازةً شاملةً كاملةً في كل ما تجوزُ لي روايتُهُ وتنفعُ درايتهُ من علمِ التفسيرِ، والتأويل، والسُّنَّة، سيَّما الأمهات الستِّ، وزوائِدها، ومستخرجاتها، وسائِر المسانيد، والمعاجم، وما في معنى ذلك مما اشتملت عليه أثباتُ المشايخ الأجلاء، كثبت الشَّيخ إبراهيم بن حسن الكردي المسمَّى "بالأمم"، وثبت الشَّيخ صالح الفلاني المغربي، وكثبت العَلَّامة المحدث الأثري عبدِ الرَّحمن بنِ محمدٍ بنِ عبد الرَّحمن الكُزْبَري الدِّمَشْقي، وثبتِ الحافظ عبدِ الله بنِ سالم البَصْرِي، ثم المَكِّي، المسمَّى "بالإمداد"، وثبت الشَّوْكاني، وثبت محمد عابد المسمَّى "حصر الشارد" أجزته بما ذكر بشرطِهِ المعتبر، وهو على أحد التفاسير إنْ رَوَى المستجيز مِنْ حِفْظِهِ فلا بُدَّ من إتقان ما رواه بضبطِ رواياتِهِ، وإعرابه، وإنْ رَوَى من كتابٍ فلا بُدَّ أنْ يكونَ مقابلًا مصونًا عن التغيير والتبديل، لا فرقَ في ذلك بين الأُمَّهات السِّت وغيرها، وقال في آخرها: وافق الفراغُ من تحريرها ضحى يومِ الجمعة، لسبعٍ وعشر خَلَوْنَ من شهر شعبان أحد شهور ألف وثلاث مئة وخمس عشرة سَنَة، قاله بلسانِهِ وحرَّره ببنانه حسين بنُ محسنٍ الأنصاري الخَزْرَجي، السَّعْدِي، اليَمَاني، نزيل بهوبال في الحال، وعليها ختمُ المجيزِ الذاتي.
قال المُتَرْجَمُ: حضرت عندَ المولوي سلامة الله المدرس في بهوبال، وسمعت منه شيئًا في بعضِ كتب المعقولات، و"سنن ابن ماجه" وغيرها، وحصل لي منه الإجازة قال: وأمَّا الحديث المسلسل فإِني أرويه من طريق حسين، وهو أخذ قراءةً وسماعًا وإجازةً عن محمدٍ بنِ ناصر الحسيني الحازِمي،