للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابن شَاتِيل، وابن زُرَيْق البرداني، وابن كُلَيْب. وتفقَّه على إسماعيل بن الحسين، صاحب أبي الفتح بن المَنَّي. وقرأ علم الخِلاف والجدل والأصول على النَّوْقَانِي، وبرع في ذلك، وتقدَّم على أقرانه، وتكلَّم وهو شابٌّ في مجالس الأئمة، فاستَحْسَنوا كلامه. وشهد عند قاضي القُضاة أبي صَالح. وقال ابنُ السَّاعي: قرأتُ عليه مقدمة في الأصول، وكان صدوقًا نبيلًا، وَرِعًا مُتديِّنًا، حسنَ الطَّريقة، جميل السِّيرة، محمود الأفعال، عابدًا، كثيرَ التِّلاوة للقرآن، مُحِبًّا للعلم ونَشْره، صابرًا على تعليمه، لم يزل على قانون واحد، لم تُعرَف له صَبْوَة من صِباه إلى آخر عمره، يزور الصَّالحين، ويشتغل بالعلم، كَيِّسًا، حسنَ المُفَاكَهة، قَل أن يغشى أحدًا، مُقبلًا على ما هو بصدده. وروى عنه ابنُ النجَّار في "تاريخه"، ووصفه بما وصفَ ابن السَّاعي. وتوفي في حادي عشري شعبان، سنة ثمان وأربعين وست مئة، ودفن بباب حَرْب، وقد ناهز الثَّمانين. ومرَّ ليلة بسوق المدرسة النظامية، ليصلي العشاء الآخرة بالمُسْتَنْصِرِيَّة إمامًا، فخطَفَ إنسانٌ بقيارَه، وعدا في الظَلَماء، فقال له الشَّيح: على رِسْلِك. وَهَبْتُك. قل: قَبلت. وفشَا خبره بذلك، فلمَّا أصبح، أُرسل إليه بعدة بقايير، قيل: أحد عشر. فلم يقبل منها إِلَّا واحدًا تَنَزُّهًا. انتهى.

وقد ذكره ابنُ رجب (١) بأبسط ممَّا هنا.

١٢١٠ - (ت ٦٤٨ هـ): يوسُف بن خليل بن قراجا بن عبد الله، أبو الحجَّاج، محدَّث الشَّام، الدِّمَشْقي الأَدَمي، الحنبلي، نزيل حلب.

قال ابن العماد (٢): ولد سنة خمس وخمسين وخمس مئة بدمشق. وتشاغل بالكَسب إلى الثلاثين من عمره، ثم طلب الحديث وتخرَّج بالحافظ عبد الغني، وابن أبي عَصْرُون، وابن المَوازِيني، وغيرهم. وببغداد من ابن كُلَيب، وابن بَوش، وهذه الطبقة. وبأصبهان من مسعود الحمَّال، وغيره. وبمصر من البُوصِيريّ، وغيره. وكان إمامًا حافظًا، ثقةً نبيلًا، متقنًا، واسع الرواية، جميل السِّيرة، مُتِّسع الرِّحلة.


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٢٤٥.
(٢) شذرات الذهب: ٥/ ٢٤٣.