للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكانت سيرته حسنة، وسكن آخرًا بالسهم الأعلى من الصَّالحية، وبنى به زاويةً وحمامًا وسَكَنًا، وكان من كِبارِ العارفينِ بالله تعالى، وتوفي ليلةَ الخميس رابع عشر المحرَّم، سنة عشرٍ وتسع مئة، ودفن بسَفْحِ قاسيون عند صُفَّة الدُّعاء. انتهى.

٢٥٢٨ - (ت ٩١٠ هـ): شهاب الدين أحمد بن العسكري الصَّالحي، الدِّمشْقي، الحنبلي، مفتي الحنابلة بها.

ذكره ابن العماد (١)، وقال: كان صالحًا ديِّنًا زاهدًا، مباركًا، كتب على الفتاوى كتابة عظيمة، ولم يكن له في زمنه نظير في العلم، والتواضع، والتقشُّف، على طريقة السلف، مُنْقطعًا عن الناس، قليلَ المخالطة لهم، ألَّف كتابًا في الفقه جمع فيه بين "المقنع" و"التنقيح"، مات قبل إتمامه في ذي الحجة، سنة اثنتي عشرة وتسع مئة ودُفن بالصَّالحيَّة، انتهى.

وذكره ابن الشَّطي في "مختصره" (٢) نقلًا عن "الكواكب" بمثل ما تقدَّم، وبهذا التاريخ أيضًا.

وذكره الشمسُ ابن طولون في "سكردانه" وقال: هو الشيخُ الإمامُ العالمُ الأوحدُ المحققُ، المُتقنُ، البحر، العلَّامةُ، شهاب الدِّين، أبو العباس. حَفِظَ القرآن، وتصدَّر للإقراء بمدرسةِ الشيخ أبي عمر، وأجازه ابن الشَّريفة، وابن جَوارِش، وغيرهما، واشتغل على التَّقي ابن قُنْدُس، ثم على القاضي علاء الدِّين المرْدَاوي صاحب "التنقيح"، وبَرَع، ودرَّس، وأفتى، وصار إليه المرجعُ في عصره في مذهب أحمد، وكان بينَه وبين شيخنا عبد النبي تباغُضٌ بسبب ما نقل عنه إلى شيخنا من مسألة إثبات الحرفِ القديمِ ونحوِها من المسائل الاعتقاديةِ، والظاهر أنه كان سالكًا فيها طريقَ السَّلفِ، فإنَّه كثيرًا ما يحرضنا على مطالعة "الصِّراط المستقيم في إثبات الحرف القديم" للموفَّق ابن قُدامة، وما كتبه ابنُ حجر على كتاب التوحيد من آخر شرحه "للصحيح"، وكان ملازمًا لقراءةِ "تفسير


(١) شذرات الذهب: ٨/ ٥٧.
(٢) مختصر طبقات الحنابلة: ٨٧.