للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إبراهيم بن فرح الكِنَاني، المقرئ، الأديب، الشافعي، الخامي، المصري، المعروف بابن الكِيْزاني، الشاعر المشهور. كان زاهدًا ورعًا، وبمصر طائفة ينسبون إليه، ويعتقدون مقالته، وله ديوان شعر أكثره في الزهد، ومن شعره هذا البيت:

وإذا لاق بالمحب غرام … فكذا الوصلُ بالحبيب يليقُ

وفي شعره أشياء حسنة، وتوفي ليلة الثلاثاء، التاسع من شهر ربيع الأول، وقيل: في المحرم، سنة اثنتين وستين وخمس مئة بمصر، ودفن بالقرب من قبة الإِمام الشافعي بالقرافة الصغرى، ثم نقل إلى المُقَطَّم بقرب الحوض المعروف بأم مودود. انتهى المراد منه.

وقد ذكرته في الحنابلة تبعًا لصاحب "نزهة العيون"، فإنه كما ترى، ذكر أنه من كبار الحنابلة، وابن خلكان يقول: إنه شافعي، فلينظر، ثم بعد ذلك طبعت "طبقات الحنابلة" لابن رجب (١)، وعليها ذيل لبعضهم، وقد ذكر ابن الكِيْزَاني هذا في الحنابلة، ولكنه اعتمد على صاحب "نزهة العيون"، والله أعلم.

٨٩٦ - (ت ٥٦٣ هـ): أحمد بن عمر بن الحسين بن خلف القَطِيْعي، أبو العبَّاس، الفقيه الحنبلي.

قال ابن العماد (٢): كان واعظًا، ونسبته إلى قطيعة العجم ببغداد، ولد سنة اثنتي عشرة وخمس مئة تقريبًا، وسمع الحديث بنفسه - بعدما كبر - من عبد الخالق بن يوسف، والفضل بن سهل الإِسفراييني، وابن ناصر الحافظ، وغيرهم. وتفقَّه على القاضي أبي خازم، ولازمه حتى برع في الفقه، وأفتى وناظر، وتكلَّم في مسائل الخلاف، ووعظ ودرَّس، وأشغل الطلبة وأفاد.

قال ابن النجار: برع في الفقه، وكان حسنَ المناظرة، جريئًا في الجدل، ويعظ الناس على المنبر، توفي يوم الأربعاء ثامن عشر رمضان سنة ثلاث وستين وخمس


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٤٥٧.
(٢) شذرات الذهب: ٤/ ٢٠٧ - ٢٠٨.